- أما إذا كان رسم الحاجب باستخدام أقلام الكحل أو الحناء، فهي لا حرج فيها، إن كان السبب هو التزين، وتجميل شكل الحاجب دون إدخال أي تعديل على خلق الله بالإزالة، أو النتف أو النمص.
وعليه: فحكم رسم الحاجب مع إزالة بعض الشعر أو كله وبأي تقنية هو كحكم النمص فهو حرام شرعا ولا يجوز ويدخل في الخروج من رحمة الله تعالى.والنمص هو نتف شعر الحواجب من جذوره أو التخلص منه عن طريق إزالته بالملقط أو حلاقته أو قصه، وملعون أو ملعونة من فعلته!
والأدلة على ذلك:
أولاً: قال الله تعالى: (
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [سورة النساء: 119].
- والنَّمصِ، والتفلُّجِ للحُسنِ، ونحوِ ذلك ممَّا أغواهم به الشَّيطانُ، فغَيَّروا خِلقةَ الرَّحمنِ.
ثانياً: عن عبدِ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: (لعن اللهُ الواشِماتِ والمُوتَشِماتِ،
والمتنَمِّصاتِ، والمتفَلِّجاتِ للحُسنِ المغَيِّراتِ خَلْقَ اللهِ، فبلغ ذلك امرأةً مِن بني أسَدٍ يُقالُ لها أمُّ يعقوبَ، فجاءت فقالت: إنَّه بلغني عنك أنَّك لعَنْتَ كيتَ وكيتَ، فقال: وما لي لا ألعَنُ مَن لعنَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَن هو في كتابِ اللهِ، فقالت: لقَد قرأتُ ما بين اللَّوحَينِ، فما وجَدْتُ فيه ما تقولُ، قال: لئِنْ كُنتِ قرأتِيه لقد وجَدْتِيه، أمَا قرأتِ:
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا؟ قالت: بلى، قال: فإنَّه قد نهى عنه، قالت: فإنِّي أرى أهلَك يَفعَلونَه، قال: فاذهَبي فانظُري، فذهَبَت فنَظَرت، فلم تَرَ مِن حاجَتِها شيئًا، فقال: لو كانت كذلكِ ما جامَعْتُها) متفق عليه.
- وفي رواية أخرى: "لعن الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى.
- والنامصة: هي التي تنقش الحاجب حتى ترقه.
- والمتنمصة: هي المعمول بها.
-قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري: والمتنمصة التي تطلب النماص والنامصة التي تفعله، والنماص: إزالة شعر الوجه بالمنقاش، ويسمى المنقاش منماصاً لذلك، ويقال إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترقيقهما وتسويتهما. ثم نقل تفسير أبي داود المتقدم للنماص.
- أما الحكمة من تحريم النمص فهو:أولاً: هي محاولة تغيير خلق الله تعالى، وفي ذلك نوع اعتراض على أمر الله تعالى، وعدم الرضا بما فعل.
ثانياً: كما أن في النمص أيضاً غشاً وخداعاً حيث تبدو المرأة للخاطب -مثلاً- كأنها رقيقة الحاجبين خلقة، وليس الأمر كذلك.
- وننبه هنا إلى عدة أمور:
الأمر الأول: جواز تخفيف الحاجبين شرط أن يكونا مزعجين للزوج ومنظرهما غير لائط بالنسبة له.
الأمر الثاني: جواز إزالة الشعر الذي بين الحاجبين والذي يكون متصلا أو غير متصل لأنه ليس من ضمن الحاجبين.
الأمر الثالث: جواز تشقير الحاجبين للنِّساءِ، وهو قولُ ابنِ باز، وابنِ عُثَيمين، وذلك لأنَّ الأصلَ في الزِّينةِ الإباحةُ إلَّا ما دلَّ الدَّليلُ على تَحريمِه، ولا دليلَ على التَّحريمِ، وليس التَّشقيرُ مِن النَّمصِ.
- وفي سياق أضرار النمص من الناحية الطبية فقد نشرت الدكتورة منال عبدالوهاب في مجلة الإعجاز العلمي والتي صدرت عن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بحثا علميا بعنوان (الحكمة العلمية في تحريم النمص والوشم والتفلج) وقد تضمن البحث الأضرار الطبية للنص:
وكانت من الأضرار الناتجة عن ذلك:أولا: الصداع المتكرر والتهاب الجيوب الأنفية لأن الأنف مرتبط بالحاجب وهو ما يسمى انعكاس العطاس حيث يلاحظ العطس مع النمص ويفسر ذلك علميا بتهيج مراكز العطس نتيجة تهيج أعصاب الأنف التي تتغذى عصبيا من العصب الخامس وهو نفس المصدر المغذي للحاجب.
ثانيا: ارتخاء عضلات الجفن العلوي كما ذكرته الدكتورة وذلك بسبب التهيج المستمر للعضلات فقد أثبتت الدراسات العلمية أن كثرة النمص يؤدي إلى كثرة تهيج الجلد والعضلات المحركة للحاجب مما يؤدي إلى ارتخاء الجفن أعلى العين ويكون الارتخاء للجفن في الجزء الوحشي لقلة الدهن المساند تحت الجفن وعدم قوة التصاق العضلة الرافعة للحاجب مع الطرف الوحشي ولإصلاحه لابد من إجراء جراحات تجميلية وإن لم يعالج ارتخاء الجفن يؤدي إلى ضعف الإبصار والصداع وزغللة العين.
ثالثا: يعمل النمص على تقليل شعر الحاجب وذلك نتيجة لموت حوصلات الشعر والتأثير على المظهر الجمالي للمرأة مما دعا الغرب لاستبدال النمص بالوشم وزرع ولصق شعر الحاجب
رابعا: قد يصاب الجلد بأمراض لدية خطيرة مثل البهاق والثآليل خصوصا عند من يعانون من ضعف المناعة.
خامسا: حدوث تغيرات جلدية مثل التهاب الوجه الاحمراري عند النساء والذي لم يستطع العلماء تحديد سببه حتى اليوم.
وللمزيد من الأضرار
(أقرأ هنا)-فالنمص منكر ومعصية للرسول عليه الصلاة والسلام فلا يجوز فعله. فالواجب الحذر من ذلك الفعل الذي يخرجنا من رحمة الله عز وجل كما أنه يدخل في حدوث الضرر للجسم.
والله أعلم