ما هو حكم تعطر الرجال بالعطور النسائية وهل يوجد في القرآن الكريم ما يثبت تحريم العطر على النساء

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
حكم تعطر الرجال بعطر النساء أو تعطر النساء بعطر الرجال ( جائز ومباح ) إلا أن يكون عطراً معروفاً بين الناس أنه عطر نساء أو أنه عطر رجال فحينا من الأفضل عدم وضعه لكلا الزوجين - وذلك لحرمة تشبة الرجال بالنساء أو النساء بالرجال ، والدليل : قال رسول الله صلى الله عليه سلم: ( الغسل يوم الجمعة على كل محتلم والسواك وإنما يمس من الطيب ما يقدر عليه ولو من طيب أهله) أخرجه أحمد .

أما الشق الثاني من السؤال : وهو دليل تحريم خروج المرأة متعطرة في القرآن الكريم؟
- قال الله تعالى : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) سورة النور (31)

- فقوله تعالى : (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) أي لا يجوز للمرأة أن تُظهر من زينتها إلا الوجه والكفان فقط ، بدون إضافة أي مساحيق تجميلية أو عطرية .

- فهذا دليل ضمني يبين تحريم خروج المرأة متعطرة من بيتها ويشمها الرجال .
- ويفسر هذه الآية ويثبت الدليل أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية ) أخرجه النسائي .

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه استقبلته -أي في الطريق- امرأة متطيبة فقال: أين تريدين يا أمة الجبار؟ فقالت المسجد. فقال: وله تطيبت؟ قالت نعم. قال أبو هريرة إنه قال: أيما امرأة خرجت من بيتها متطيبة تريد المسجد لم يقبل الله عز وجل لها صلاة حتى ترجع فتغتسل منه غسلها من الجنابة. وأمرها بالغسل ليس لأنها جنب، وإنما أمرت بالغسل لتذهب رائحة الطيب . أخرجه أحمد .

وقد كان عمر رضي الله عنه يضرب بدرته من تتطيب ويقول: (تتطيبن وقد علمتن أن قلوب الرجال عند أنوفهم. ) 

- وعليه : فالعطر مباح ومشروع للرجال والنساء ، ولكن التحريم بالنسبة للنساء هو الخروج من بيتها متعطرة ويشم رائحتها الرجال .
أما علة التحريم فيكون بخروج المرأة معطرة بالطيب وهي في طريق الرجال ومجامع الرجال لأنه يسبب الفتنة للرجال. ويعمل على تحريك شهوة الرجال.
- بعكس الرجل الذي لو تعطر وخرج وشم رائحته النساء الأجنبيات فلا حرج عليه ، إلا إذا قصد بنيته للتعطر إفتتان النساء به - خاصة إذا كان العطر الذي يضعه محبب ومغري للنساء - فغذا كانت نيته كذلك فهو آثم بهذه النية ، لأن الوسائل لها حكم المقاصد عند الأصوليين .

- أما أن تتعطر في بيتها وخاصة لزوجها فهذا من الأمور المسنونة والمستحبة

-ومن حسن عشرة الرجل مع زوجته أن يتزين ويتعطر لها كما يحب هي أن تتعطر ووتتزين له   فقد أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة ) لأن الله تعالى يقول: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) {البقرة 228}

- وملخص القول :  نقول بأن العطر مباح للمرأة في المنزل وبحضور النساء ولا حرج إن تعطرت في مجمعات النساء ولكن علة التحريم تكون في خروجها إلى الشارع متعطرة .