ما هو حكم الراتب إذا حصل أحدهم على عمل عن طريق الرشوة علما أنه محتاج للعمل

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 إذا كان هذا العمل من حقك وتقدمت له وأنت الأفضل بين جميع المتقدمين ولكن أرباب العمل يطلبون رشوة لذلك، وأنت بحاجة ماسة للعمل ولا يوجد غيره وقمت بدفع الرشوة مكرهاً، فالراتب حلال عليك ما دمت تقوم بعملك أفضل قيام ومخلص في عملك وفاهم له وأنت المناسب في العمل المناسب.

-فالرشوة التي يتوصل بها المرء إلى حق أو لدفع ظلم أو ضرر، فإنها جائزة عند الجمهور ويكون الإثم على المرتشي دون الراشي.

والدليل على ذلك:
فقد ورد في الأثر أن ابن مسعود رضي الله عنه كان بالحبشة فرشا بدينارين، حتى خلي سبيله. وبناء على ذلك فلا بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله، إذا خاف الظلم.

- وروي عن وهب بن منبه أنه قيل له: الرشوة حرام في كل شيء
؟ ‏قال: إنما يكره من الرشوة أن ترشي لتعطي ما ليس لك، أو تدفع حقاً قد لزمك. أما أن ‏ترشي لتدفع عن دينك ودمك ومالك فليس بحرام.‏

- قال أبو الليث السمرقندي: وبهذا نأخذ. لا بأس بأن يدفع الرجل عن نفسه وماله بالرشوة، وهذا كما روي عن ابن مسعود أنه كان بالحبشة فرشاً دينارين. وقال: إنما الإثم على ‏القابض دون الدافع.

- أما إذا حصل العكس حيث أنك دفعت رشوة لتأخذ حق غيرك في التوظيف أو في هذا العمل بالذات وهو أفضل منك وذو كفاءة عالية وشهادة مناسبة لهذا العمل - فأنت آثم ولو كنت محتاجاً وفقير - لأنك أخذت حق غيرك وظلمته فيكون الراتب الذي تأخذه حرام.

أما إذا حصل هذا الأمر معك وانتهى فلا بد من القيام بكفارة ما قمت به وكفارتها:

1- فالذي دفع الرشوة يستغفر الله ويتوب إليه توبة نصوحاً ولا يعود إلى إعطاء الرشوة مجددا.

2- أما الذي يأخذ الرشوة: مع التوبة إما أن يرد المال الذي أخذه إلى صاحبه إن استطاع، فإن لم يستطع أو يجد ذلك الشخص فيتصدق عن ذلك الرجال بما أخذ منه من مال بغير حق، ففي الحديث: (مَنْ كَانتْ عِنْدَه مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ فَلْيتَحَلَّلْه ِمِنْه الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَّا يكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمتِهِ، وإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سيِّئَاتِ صاحِبِهِ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ) رواه البخاري.

- وعليه: فقد حرم الإسلام الرشوة، واعتبرها أكل أموال الناس بالباطل، قال تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) البقرة: 58

-وورد في السنة عن عبد الله بن عمرو قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

-وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « كل لحم أنبته السحت فالنار أولى به، قيل: وما السحت؟ قال: الرشوة في الحكم »

-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين » فقال تعالى: {يا أيّها الرُّسُلُ كُلُوا من الطيّباتِ وَاعْمَلُوا صالحاً} [سورة المؤمنون: 51] رواه مسلم.

- أما إذا لم تكن موظفاً أو مسؤولاً في أي قطاع عام أو خاص (يعني شخصاً عادياً وقمت بتقديم مساعدة ما لشخص (شرط أن هذه المساعدة لم تكن واسطة لعمل أو وظيفة أو إنجاز معاملة ما) وأحب هذا الشخص أن يرد لك الجميل بأن قدم لك هدية ما مقابل تلك الخدمة فلا حرج في أخذها، والله أعلم.