تجوز التهنئة بدخول شهر رمضان المبارك، بل هو أحق ما هنأ به المسلمون بعضهم بعضاً، وليس لذلك صيغة معينة خاصة مع الحرص على استخدام الألفاظ الشرعية المستحبة في التهنئة.
فالتهنئة معناها تعبير عن الفرحة والهناء والسعادة والاستبشار بحصول أمر ما، وأعظم ما يستبشر به المسلم ويفرح به ويهنئ به هو مواسم الخير والطاعات وتنزل الرحمات.
قال الله تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس، 58)
فحصول رحمة الله وفضله هو ميدان الفرح الحقيقي للمسلم فهذا خير مما نجمع ونفرح به من متاع الدنيا الزائل، ولا شك أن دخول رمضان وبلوغ العبد هذا الشهر وهو صحيح معافى يستطيع صيامه وقيامه وأداء حقه نعمة عظيمة تستحق أن نهنئ بعضنا عليها.
فرمضان تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين ومردة الجن وينادي منادي الله يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر وتتنزل الرحمات وتحل البركات، ويعتق الله في هذا الشهر ما شاء من عباده.
وإذا كان أسير الدنيا يهنئ بفكاك أسره من عدوه أليس أحرى أن يهنئ بعضنا البعض على الفكاك من النيران وغلبة النفس والهوى والشيطان!
لذلك فإن التهنئة الكاملة والتامة إنما هي لمن ختم الله له شهرة بالعتق من النيران والفوز بالجنان ونيل رضوان الرحمن، أما من دخل عليه الشهر وخرج منه ولم يغفر له فيه فهذا قد خاب وخسر نسأل الله العافية وهو حري أن يعزى!
وقد كان رسول الله يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول " أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجلّ عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلّق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم " (رواه النسائي).
ومثل هذه التهنئة فيها من الخير أنها تربط فرح المسلم وسروره بدينه لا دنياه.
وليس لهذه التهنئة صيغة خاصة كما قلت ولكن يستحب استخدام الصيغ الشرعية المناسبة لهذا الشهر وبركته كالدعاء بالبركة والرحمة والمغفرة والقبول والرضوان كقولهم" مبارك الشهر أعاننا الله على صيامه وقيامه " ونحو هذه الصيغ.
ويبتعد عن الصيغ المستخدمة في التهنئات الدنيوية كقولهم كل عام وأنت بخير فليس لها مناسبة دينية متعلقة الشهر.
والله أعلم