ما هو حكم الانتفاع بجلد الخنزير لصناعة الحقائب وهل يجوز شراءها

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
إذا تم دبغه فقد طهر  وجاز الانتفاع به في صناعة الحقائب وغيرها، بدليل حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دبغ الإهاب، فقد طهر" أخرجه مسلم

والدباغة هي : معالجة الجلود بمنظفات ومطهرات ليزول ما بها من نتن وفساد ورطوبة، وكان يستعملون لذلك القَرَظ [ورق شجر السَلَم]، والعَفْص، والشَّب [نبت طيب الرائحة]، وقشور الرمان..
-وعن أبي الخير أنه سأل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قلت: إنا نكون بالمغرب ومعنا البربر والمجوس، نؤتي بالكبش قد ذبحوه، ونحن لا نأكل ذبائحهم، ويأتونا بالسقاء يجعلون فيه الودك [الشحم]
-فقال ابن عباس رضي الله عنهما: قد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: (دباغه طهوره) أخرجه مسلم.

-وكذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما – أيضا - أنه قال : تصدق على مولاة لميمونة بشاة، فماتت، فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " هلا أخذتم إهابها فدبغتموه، فانتفعتم به . فقالوا : إنها ميتة، فقال : (إنما حرم أكلها).

-وفي رواية أصحاب السنن: "أيما إهاب دبغ، فقد طهر " والمقصود بالإهاب هو جلد الحيوان، فلم يحدد النبي صلى الله عليه جلد حيوان معين بل جعل الأمر على الإطلاق واللفظ إذا جاء مطلقاً فإنه يفيد العموم.

- وعلى ذلك فلا مانع من الانتفاع بجلد الخنزير بعد إصلاحه، ودبغه، فلا مانع من بيعه أو شرائه أو استخدامه في صناعة بعض الحقائب أو الأحزمة أو الأربطة وغير ذلك.

- فالتحريم جاء في الأكل من الخنزير - فهو محرم بصريح القرآن الكريم - قال الله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة المائدة5

- وسبب تحريم لحم الخنزير: لأنه خبيث ورجس يلحق الفساد في صحة الإنسان وماله وأخلاقه.

-ومن علل تحريم لحم الخنزير: أن الخنزير يتولد من لحمه الذي يأكله الإنسان دودة خطيرة توجد بذرتها في لحم الخنزير، وتنشب في أمعاء الإنسان بصورة غير قابلة للعلاج بالأدوية الطاردة لديدان الأمعاء، بل تنشب تلك الدودة الخنزيرية ضمن عضلات الإنسان بصورة عجز الطب إلى اليوم عن تخليص الإنسان منها بعد إصابته بها، وهي خطر على حياته، وتسمى (تريشين) ومن هنا ظهرت حكمة تحريم لحم الخنزير في الإسلام.

- كذلك هو الحيوان الوحيد الذي لا يغار على عرضه - فمن يأكل من لحم الخنزير فلا يغار على عرضه!!!
- والله تعالى لم يحرم علينا شيء إلا وفيه ضرر لنا.

- وعليه: فسبحان الله العليم الحكيم في تحليله وتحريمه ما يصلح لنا في حياتنا وصحة أجسادنا ، و بالتالي فلا يجوز لنا أكل لحم الخنزير لا كثيره ولا قليله، ويستثنى من يخاف على نفسه الموت والهلاك ولا يجد ما ينقذه سوى أن يأكل منه ما يسد رمقه وينقذه من الموت فهنا واجب عليه لإنقاذ نفسه أن يأخذ بالقدر والضرورة التي تسد رمقه لتبقيه على قيد الحياة.