ما هو حكم الانتحار بهدف الحفاظ على العرض وخشية الاغتصاب

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الانتحار وقتل النفس محرم في الشريعة وهو من كبائر الذنوب ، ولا يجوز فعل ذلك حفاظاً على العرض أو خشية الاغتصاب ، بل التحريم على حاله ، وفاعلة ذلك واقعة في إثم .

وإن كان يرجى أن يغفر الله لها أيضاً ، لأن ذلك ليس كفراً بل هو معصية ، و العاصي تحت رحمة الله إن شاء عذبه وعاقبه وإن شاء عفا عنه ، خاصة إذا فعلت ذلك دون تفكير أو تعرضت لضغط نفسي شديد جعلها تقدم على ذلك ، فيرجى لها المغفرة بإذن الله .

قال الله تعالى  ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) النساء/ 29 .

وفي حديث أن رجلاً هاجر مع الصحابي الطفيل بن عامر إلى رسول الله  إلى المدينة فَمَرِضَ فيها ، فمن شدة مرضه أخذ حديدة فقطع من يديه فسال دمه حتى مات ، " فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ. فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ. وَرَآهُ مُغَطِّيا يَدَيْهِ. فَقَالَ لَهُ:
مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: غَفَرَ لِي بِهجرَتي إِلَى نبيه. فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيا يَدَيْكَ؟ قَالَ قِيلَ لِي: لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ. فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ» ( رواه مسلم )

فهذا رجل قتل نفسه جزعاً من المرض ولم يصبر ، لكن الله غفر له بسابق هجرته ، لذلك يرجى لمثل هذه المغفرة إن وقع ذلك منها تحت ضغط نفسي أو خوف شديد .

ماذا تفعل المرأة إذا خافت على عرضها :

لكن الواجب على المرأة إذا خافت على عرضها - لا قدر الله - وخشيت من شيء أن تدفع عن نفسها بكل ما تستطيع من الأدوات والوسائل ، ولا يجوز لها أن تسلم نفسها أو تستلم لهذا المعتدي ولو أدى هذا الدفع إلى مقتلها على يد المعتدي فهي شهيدة بإذن الله لقول النبي عليه السلام ( من قتل دون عرضه فهو شهيد ) ( رواه أهل السنن) 

وإن أدى مدافعتها له إلى مقتل المعتدي عليها أو أذاه فلا شيء عليها بل هي مأجورة ، ودمه هو هدر ، لأنه معتدٍ صال على عرضها ، فعليها أن تدفعه بما تستطيع .

ولو وقع عليها مثل هذا الظلم وهذا الاعتداء - لا قدر الله - فالواجب عليها أن تصبر وتحتسب وتعلم أن هذا ابتلاء من الله ، والمؤمن مأمور بالصبر على أقدار الله ، ولا يشينها أو يعيبها ما وقع عليها فهي مظلومة ، ولها أجر على صبرها واحتسابها وأجر على ما وقع عليها من البلاء .

ولتجتهد في الدعاء على الظالم ، فإن دعوة المظلوم مستجابة ، والله يأخذ لها حقها ،ويريها ما يشفي صدرها بإذن الله .

نسأل أن يحفظ أعراض المسلمات .

والله أعلم