ما هو تفسير (اقصد في مشيك) ومن هو المخاطب في هذه الآية

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 قال الله تعالى: (وَأقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) سورة لقمان (19).

- وهذه الآية من الوصايا التي أوصى بها لقمان ولده، فالمخاطب بها بصورة خاصة هو ابن لقمان الحكيم، وبصورة عامة فالمخاطب هو كل مسلم ومسلمة إلى يوم القيامة، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولأن القرآن الكريم جاء للناس كافة حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.

- أما تفسير هذه الآية (وَأقْصِدْ فِي مَشْيِكَ): فبعد أن نهى لقمان ولده عن الإسراع في المشي أمره أيضاً بالاقتصاد فيه.

-فقوله تعالى (وأقصد): أي أعدل وتوسط في مشيك بلا إفراط ولا تفريط، والله تعالى جعلنا أمة وسطاً في كل شيء، والآية الكريمة فيها" بيان للمشية المعتدلة القاصدة"
- والقصد في الآية نوعان:
النوع الأول: الاقتصاد وعدم الإسراف في المشي.

والنوع الثاني: أن يكون المشي له هدف نبيل وهادف، فكل اللخلق يدبون ويمشون على الأرض، ولكن القلة القليلة منهم من يمشي وله هدف وغاية ومقصد، ولا يمشي مشية الفارغ المضيع لوقته وعمره! مشية المتسكع في الطرقات، ومشية الاهث وراء الدنيا وزينتها وشهواتها!

- فلا بد لنا إذا أردنا أن نمشي على هذه الأرض أن يكون لمشينا قصد صحيح وهدف نسعى لتحقيقه وفق مرضاة الله سبحانه وتعالى، لأن المسلم لا وقت لديه يضيعه في المشي بدون هدف.

وإذا لاحظنا الخطاب القرآني لوجدنا أن الإسراع لا يكون إلا في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وطلب المغفرة والجنة، كما قال الله سبحانه وتعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) سورة آل عمران 133.

- بينما عندما تحدث عن الدنيا وطلب الرزق فيها أمرنا بالمشي المعتدل فقال تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) سورة الملك 15، لأنك مهما أسرعت وركضت من أجل الدنيا وفي سبيلها فإن الله تعالى لا يعطيك إلا ما قد كتبه لك من الرزق والعمر، وبالتالي يجب علينا أن نمشي في هذه الأرض ونحن مطمئنين يأن الله تعالى قد كفل لنا الرزق والأجل فالشك في الضامن شك في المضمون والعياذ بالله.