ما هو تفسيرك لتعدد الشخصيات عند الفرد؟ مثلاً أنا أشعر بأني شخصيتي تختلف حسب الموقف الذي أتواجد فيه؟

1 إجابات
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
٢٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تفسيري هو أن "لكل مقام مقال"، فلو نظرنا لطلاب المدارس مثلاً وأخذناهم مثالاً على هذا السؤال... ألم يمر عليك الموقف الذي يتكرر دائماً وهو أن تزور الأم مدرسة ابنها لتسأل عنه وتتابع دروسه فتتفاجأ أنه طالب منتظم ومهذب ونشيط ويحترم معلمته وزملائه، بينما يكون عكس ذلك تماماً في البيت؟! وألم تسمع في الأعمال الدرامية أماً تعاتب ابنها المتزوج منذ فترة قريبة وتقول له أن شخصيته ضعيفة جداً أمام زوجته وأهلها! وألم تفاجئ أنت نفسك بشخصيتك يوماً ما؛ فترى نفسك أهدأ وأجمل وأكثر وداً بوجود من تحب وتحول لشخص سلبي ونكد بوجود من لا تطيق؟! حتى أن الدراسات تثبت تغير شخصية المرء عندما يتحدث بلغة أجنبية؛ فشخصيتك وأنت تتحدث العربية ليست نفسها عندما تتحدث الإنجليزية لأن لكل لغة عادات وأفكار قد تتطبع بها -إلى حدٍ ما- عند التحدث بهذه اللغة؛ فتكون أكثر انفتاحاً عندما تتحدث بالانجليزية مثلاً.

التفسير المنطقي لتعدد الشخصيات...

أما تفسيري لهذا فهو ربما زيادة وعي الشخص وذكائه العاطفي؛ فالشخص الذكي عاطفياً هو الشخص الذي يستطيع أن يتأقلم مع المواقف اتي تمر معه والظروف التي تحيط فيه؛ فيتعاطف إن تطلب الموقف تعاطفاً حتى لو كان جامداً في العادة، ويقسو بحكمة لو تطلب منه الأمر هذا، ولكنه بالطبع يحافظ على معايير أساسية في شخصيته لا يستغني عنها أبداً.
أما إن زاد هذا الأمر عن حده فترى الشخص يتغير 180درجة ويتخلى عن مبادئه الراسخة، فقد يكون يعاني من الانفصام أو من ضعف الشخصية أو الشخصية التابعة؛ فيتبع من حوله ويتشكل بحسب ما يريدون هم. كما قد يكون لديه نوع من النفاق الاجتماعي فتراه يتطبع بطباع شعب معين ويبدو وكأنه يعشقهم وينتمي إليهم بينما هو في الحقيقة لا يطيقهم!

بالنسبة لي... فأنا إنسانة جدية في العمل وأتحمل الضغط كثيراً وأحمل على عاتقي مسؤولية العمل بالكامل، لكنني في المنزل شخصية مرحة واعتمادية لأن والدتي - أدامها الله لنا- تفضل أن تعمل هي أعمال المنزل، كما يهتم أخي الأصغر ببعض الأمور الأخرى ما جعلني أعتمد عليهما كثيراً، ولكنهم يعتمدون علي في التسوق مثلاً.
كما أن شخصيتي تكون في أسوأ ما يكون عند قيادتي للسيارة في الأزمة فأصبح ملولة وغير صبورة وعصبية نوعاً ما، وأيضاً أنا بشكل عم لا أحب الأطفال وليس لدي جلد للعب معهم وتقضية أوقات طويلة معهم، إلا أن من يراني مع ابن أختي يعتقد أنني أعشقهم! فحاجة هذا الطفل للحب والحنان وطبيعة العلاقة التي تربطني به كوني الآن مسؤولة عنه لوجود أهله في دبي... كل هذه الأمور تتطلب مني شخصية أخرى عند التعامل معه.