اذكر انني بعد انتهاء سنة اللغة, وبعد عودتي الى المانيا من اجازة قضيتها في الأردن, وصلت متأخراً عدة ايام عن بداية الفصل الدراسي الأول, وقد فاتني الكثير من المواد, مما جعلني لا افهم ما يقال في المحاضرة, رغم لغتي الألمانية الممتازة, وفي اول اختبار كتابي لإحدى المواد الدراسية, وبدلاً من الإجابة على احد الأسئلة, بدأت بطرح شكوى خاصة حول طريقة شرح المادة, وانني لا استطيع استيعاب ما فات منها, وقد قرأ المحاضر تلك الجمل التي كتبتها امام الطلاب, مما اثار استغراب الجميع, غير انه من المدهش ان المحاضر قد تحلى برحابة الصدر, وساعدني على اجتياز ما فات بسهولة, وسرعان ما اصبحت من الأوائل, ليس في تلك المادة فحسب, بل في كل المواد, وحصلت على مكافئة مالية تصرفها الكلية للمميزين, بل ولقد تم تعليق صورتي الشخصية باطار خشبي الى جانب صور المميزين من الطلاب الألمان على درج الكلية في مبنى المحاضرات, واليوم وكلما اتذكر ذلك الموقف, اشعر بالحرج من تصرفي, فقد كان حرياً بي ان اوصل تلك الفكرة بطريقة اقل فظاظة, واكثر كياسة, ومما لا شك فيه, انني تعلمت الكثير من تلك التجربة.