اليوم المدني المستخدم في حياتنا اليومية يبدأ الساعة 12 ليلاً، لكن اليوم الهجري يبدأ من لحظة غروب الشمس، ويرى بعض الفقهاء أن معنى ولادة الهلال هو انتقال القمر إلى مرحلة الهلال، لذا وقد أدرك هؤلاء الفقهاء أنه منذ أن أصبح القمر في طور الهلال قبل بداية اليوم الهجري، فهذا يعني أنه من المقبول قانونًا أن يكون اليوم التالي هو اليوم الأول من الشهر الهجري الجديد، لكن هذا الاعتقاد ربط بداية الشهر الهجري إلى مرحلة الزوال (ولادة الهلال) وليس مرحلة الهلال! لذلك، نتمنى من السلطات الفلكية عدم استخدام مصطلح جيل الهلال بسبب الالتباس الناجم عن هذا المصطلح، واستخدام مصطلح الاقتران أو الاقتران أو الإخفاء.
معايير رؤية الهلال
1. معيار غروب القمر بعد الشمس ووقوع البر قبل غروب الشمس:
يقول أصحاب هذا المعيار أنه إذا غاب القمر في اليوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري بعد غروب الشمس ولو دقيقة واحدة، وحدث الوافد الجديد قبل غروب الشمس ولو بدقيقة واحدة، فيمكن رؤية القمر بعد غروب الشمس على شكل هلال، وبالتالي سيكون اليوم التالي هو اليوم الأول من الشهر الهجري الجديد.
2. معيار عمر القمر:
هذا المعيار يستخدمه عامة الناس لأنه أسهل استخداما، فنجد من يقول أنه إذا تجاوز عمر القمر عند غروب الشمس 12 ساعة مثلا فيمكن رؤية الهلال في ذلك اليوم مشيرا إلى أن معيار عمر القمر لا يمكن استخدامه على وجه التحديد لمعرفة إمكانية رؤية الهلال.
3. معيار مكث القمر:
الفترة بين غروب الشمس وغروبها تسمى إقامة القمر، وقد اتخذ البعض هذه القيمة معيارًا لمعرفة إمكانية رؤية الهلال، لذلك نجد من يقول، على سبيل المثال، إذا بقي القمر لأكثر من 30 دقيقة. بعد غروب الشمس يمكن رؤية الهلال، وبالرجوع إلى ملاحظات الهلال التي امتدت منذ عام 1859 م حتى عام 2005 م نجد أن الحد الأدنى لبقاء الهلال الذي شوهد بالعين المجردة كان 29.
4. معيار الاستطالة (قوس النور):
الاستطالة هي المسافة بين مركز القمر ومركز الشمس بالدرجات كما تُرى من الأرض. على سبيل المثال، استطالة القمر في وقت ذروة الكسوف الكلي للشمس تساوي الصفر، لأن القمر يقع أمام الشمس تمامًا بالنسبة إلى المشاهد من الأرض، بينما استطالة القمر من الشمس وقت اكتمال القمر تساوي 180 درجة، ولكن عندما يكون القمر في المرحلة التربيعية الأولى، فإن استطالة القمر تساوي 90 درجة، وكلما زاد طول القمر عن الشمس، زادت النسبة من إنارتها، وبالتالي تتحسن إمكانية رؤية الهلال.
مما سبق نستنتج أنه لا يمكن استخدام عمر أو محل إقامة القمر لمعرفة إمكانية رؤية الهلال ولكن قد نتمكن من معرفة إمكانية رؤية الهلال إذا كانت هذه القيم صغيرة جدًا أو كبيرة جدًا، على سبيل المثال، من المسلم به أنه لا يمكن رؤية الهلال إذا كان عمر القمر ساعة. واحد فقط على سبيل المثال، أو إذا بقي القمر لمدة 5 دقائق فقط، بينما يفترض بنا أن نرى الهلال إذا كان عمره 48 ساعة أو بقي لمدة ساعتين. أما بالنسبة لمعيار الاستطالة فهو ينص على أن الهلال لا يمكن رؤيته حتى باستخدام الشاشة إذا كان القمر ممدودًا عن الشمس أقل من 6 درجات، لكن معيار الاستطالة لا يعطي إمكانية رؤية الهلال إذا كان استطالة القمر من الشمس أكبر من 6 درجات.