للإجابة على هذا السؤال علينا التطرق للمفاهيم المدرجة فيه وحتى نتوصل إلى الفروق بين الاقتصاد الريعي والاقتصاد الإنتاجي.
أولا الاقتصاد الريعي:
فهو نمط أو نظام اقتصادي يعتمد مصدرا واحدا للدخل وغالبا ما يكون هذا المصدر طبيعيا مثل المعادن والمياه والنفط والغاز ولكنه لا يتوقف عند هذه الموارد.
ويعتبر نظام اقتصادي استثنائي لا يدوم طويلا ويعود ذلك إلى أنه مرتبط بالموارد الطبيعية بالدولة التي من المحتمل أن تنفذ، فهو لا يعتمد على رأس مال بشري قادر على الابتكار.
وأول من قام باستخدام هذا المصطلح الإنجليزي (آدم سميث) في كتابه ثروة الأمم،
والاقتصاد الريعي نوعان
1- اقتصاد ريعي داخلي:
مصادره من ريع الخدمات الخاصة بنشاطات الدول والمضاربات المالية والعقارية
2- اقتصاد ريعي خارجي:
كريع الغاز والنفط والمعادن والسياحة والتحويلات المالية
وفي عالمنا العربي يعتمد الريع بشكل أساسي على النفط والتحويلات المالية للمهاجرين في دول النفطية، وظهرت في الجزء الثاني من القرن العشرين أي بعد ظهور الدول النفطية العربية.
ثانيا الاقتصاد الإنتاجي:
فهو الاقتصاد الذي يعتمد على ما ينتجه الإنسان عن طريق مشروعات اقتصادية حقيقية، وتسهم بالتشغيل وبناء على ذلك ترفع مستويات الدخل التي تؤدي لزيادة الاستهلاك، ومنه زيادة الدخل القومي التي تعود على زيادة جديدة بالمشروعات، فهو لا يعتمد على المصادر الطبيعية كالنفط، وإنما تعتبر الزراعة قطاعا أوليا، والصناعة قطاعا ثانويا، ويساعد على الحد من الهجرة ويزيد فرص العمل.
وخير مثال على الاقتصاد الإنتاجي: هو الاقتصاد التركي المتطور بشكل كبير إذ تعتبر تركيا إحدى الدول الصناعية الجديدة، وهي من أبرز المنتجين للمنتجات الزراعية في العالم، والمنسوجات والسيارات والسفن والأجهزة المنزلية، إذ شهد نموا سريعا وهذا النوع من الاقتصاد يعتبر أساس كافة اقتصادات العالم.
وهذا الحديث يقودنا إلى أهم الفروق بين الاقتصاد الريعي والاقتصاد الإنتاجي:
1- الاقتصاد المنتج لا يأتي عن طريق المصادفة بل يعتمد على الجهد المبذول والمنجز في تطوير الاقتصاد المحلي.
2-الاقتصاد الريعي يعتمد على مصادر اقتصادية غير مستدامة بينما الاقتصاد الإنتاجي يعتمد على عوائد استثمارية ثابتة.
3-الاقتصاد الإنتاجي يتميز بالثبات وليس على هبات الطبيعية التي يرتكز عليها الاقتصاد الريعي.
4- الاقتصاد الإنتاجي يؤمن فرص عمل للشباب ويرفع الاكتفاء الذاتي للسوق الداخلية مع نقص الحاجة للواردات الصناعية والزراعية.
هذه المفارقات تجعلنا ننوه إلى أهمبةتحول البلدان النامية من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج، لما يعود بفوائد اقتصادية جمة للبلاد.