تقوم هذه العملية على إنتاج الأمونيا بشكل مباشر بواسطة اتحاد الهيدروجين والنيتروجين، وتحتاج العملية إلى ضغط جوي عالٍ يصل إلى (200-400) ضغط جوي، إضافة إلى درجة حرارة عالية أيضًا، تصل إلى (600-1000) درجة مئوية، والسبب الذي من أجله يتم استخدام ضغط عالٍ، تسريع التفاعل ما بين عنصري النيتروجين مع الهيدروجين، ليكونا معًا النشادر (الأمونيا) (NH3)، وذلك بحسب التفاعل الآتي:
N2 + 3H2 ⇋ 2NH3
ويشار إلى أن اتحاد الهيدروجين والنيتروجين يتم على سطح محفّز صلب؛ وذلك بسبب قدرته على تشكيل مادة قادرة على تسريع التفاعل، بحيث أنها تتألف من كميات ضئيلة من الألومينا وأكسيد البوتاسيوم، ورغم ذلك، فإن الهيدروجين والنيتروجين لا تتحد كمياتهما جميعها، حيث يتم من أجل ذلك إعادة تدوير الغازات التي لم تتحد خلال المرحلة الأولى مرة جديدة.
جدير بالذكر أن طريقة هابر، تُعد الأولى من حيث استخدام الضغط الجوي العالي (إلى جانب درجة الحرارة) في إجراء التفاعلات الكيميائية، حيث تمكن العالم الألماني فريتز هابر من تصنيع الأمونيا تجاريًا، إلا أنها بقيت كميات قليلة نسبيًا، إلى أن نجح العالم الألماني الآخر كارل بوش، بتصنيعها بشكل واسع من خلال استخدامه عاملًا محفّزًا إضافة إلى الضغط العالي، كيف؟
الحديد كعامل محفّز يعمل على جعل التفاعل ممكنًا تحت تأثير درة حرارة منخفضة، والإضافة إلى وجود ضغط عالٍ، فإن ذلك سيزيح موضع التفاعل لتكوّن الأمونيا، وبالتالي القدرة على إنتاج كميات كبيرة منها، وتبرز القيمة لهذا الابتكار من خلال النظر إلى سبل الاستفادة من الأمونيا، حيث تبرز في أربعة مواضع أساسية وهي: (فوائد الأمونيا)
- الأسمدة: تعتبر نترات وأملاح الأمونيوم أسمدة جيدة تمنح التربة قوامًا مناسبًا مما يزيد إنتاجية المحاصيل، كونها تحتضن نسبة عالية من النيتروجين.
- الصناعة: تدخل مركبات الأمونيا في صناعة حمض النتريك الذي بدوره يساهم في عدة صناعات، أهمها المتفجرات والبلاتين وتصنيع المعادن، إضافة إلى الصناعات الكيميائية مثل المنظفات.
- التنظيف: تستخدم الأمونيا على صعيد آخر في مجال تنظيف الأنسجة الملطخة بالحموض، إضافة إلى إزالة الصدأ عن بعض الآلات، فضلًا عن استخدامه في تنظيف القطن والألياف النسيجية.
- الأدوية: تلعب الأمونيا دورًا كبيرًا في بعض الصناعات الدوائية، حيث تستخدم لإنتاج بعض الفيتامينات والعقاقير، إضافة إلى كثير من المواد الكيميائية التي تدخل في صناع أصناف كثيرة من الأدوية.
أخيرًا، فإن الأمونيا كما أنها تساهم في العديد من الأغراض الزراعية والصناعية والدوائية، إلا أنها تبقى ذات أثر سلبي في أحيان أخرى، حيث أنها قد تتسبب في حدوث الالتهابات وتهيّجات الجلد والأعين والأنف، إضافة إلى آلام الحلق والجزء العلوي من الجهاز التنفسي، كما أن هناك دراسات لم تعمم نتائجها تربط بين الأمونيا وأنواع من السرطان.