لا يمكن فصل العامل الوراثي عن العامل البيئي في عملية تطور الدماغ للطفل فالعاملان وجهان لعملة واحدة إن صح القول ولا يمكن القول أن العامل الوراثي أهم ويلعب دور أكبر من البيئي أو العكس، حيث أن العامل الوراثي يحدد الاستعدادات الأساسية والبيئة تطور الطفل للوصل للمستوى الحقيقي لتطور الدماغ.
ويمكن القول أن عملية تطور الدماغ للطفل تعتمد على العوامل التالية البيئية والوراثية:
- التغذية السليمة ابتداءً من الحمل وحتى مراحل الطفولة المبكرة.
- التعرض للسموم أو الالتهابات، أو التعرض للأمراض الوراثية في مرحلة التكون (جنين) ووجود التشوهات (عوامل وراثية) وغالبًا هذا العامل الوراثي الأهم في عملية تطور الدماغ من الناحية الوراثية مقابل العوامل البيئية الأخرى الكثيرة.
حيث أن العامل الوراثي هذا في حال كان أثره سلبي مهما كانت البيئة إيجابية وتوفر إمكانيات التطور لن يكون هنالك نتيجة للتطور إلا في الحد الأدنى.
وكذلك الأمر بالنسبة للبيئة، ففي حال كان العامل الوراثي إيجابي ولليس له أثر معطل على التطور وكان العوامل البيئية غير متوفرة لن يتم تحقيق التطور للدماغ.
- الخبرات الخارجية، وطرق تعامل الأهل ومقدمي الرعاية للطفل والتي تشمل:
1- تقديم مشاعر الأمن.
2- توفير القدرة على اللعب والاكتشاف.
3- تقديم الاهتمام.
4- الحديث والحوار.
5- تجنب التعرض للإجهاد.
إن الرعاية (عوامل بيئية) والاستجابة لجسم وعقل الطفل (عوامل وراثية) هي المفتاح لدعم نمو الدماغ الصحي وتطوره.
تؤدي التجارب الإيجابية أو السلبية إلى تشكيل نمو دماغ الطفل ويمكن أن يكون لها تأثيرات تدوم مدى الحياة.
وتحقيق هذا التطور يحتاج من الآباء ومقدمو الرعاية أن يوفروا الدعم والموارد المناسبة التي تتسق القدرات والتي يتم تحديدها عن طريق اختبارات معينة.
وهنا يمكن القول أن طريقة نمو الدماغ الوراثية لها دور في تحديد طريقة التطور ومداه من الناحية البيئية.
تضمن الرعاية المناسبة للأطفال مراحل ما قبل الولادة بحيث تشمل: التعامل مع الأمراض والعوامل الوراثية من خلال الطب الحديث إن أمكن
وحتى مرحلة الطفولة وتشمل: توفير العوامل البيئية في مختلف الجوانب النفسية والعاطفية ولجسدية والفكرية.
وما يؤكد القول هذا؛ أن الطفل يولد ولديه مهارات التعلم (وهذه تقع ضمن العوامل الوراثية) ولذلك نجد الفروق الفردية بين الأطفال التي تحتاج إلى الصقل (عوامل بيئية).
إذًا جود عامل وراثي وعامل بيئي يعني أن ينمو دماغ الطفل ويتطور جيدًا ويصل إلى إمكاناته الوراثية الكاملة بحيث تتمتع أدمغتهم ببداية صحية.
تحقق