يمكن القول إن السبب والحكمة في نسب الابن للأب ومن وجهة نظر شخصية يعود لأسباب تاريخية أو كما يقال بأن العرف كان كذلك ويمكن الاستدلال على هذا الأمر من خلال كتب التاريخ بحيث كان يذكر اسم الابن قبل اسم الأب من بدايات التاريخ وقد يعود هذا الأمر للدور الاجتماعي الذي كان يعطى للذكر قديمًا إما بشكل فطر أو بشكل اجتماعي وتم تناقل هذا الأمر من جيل إلى جيل حتى اليوم، ويقترن مع السبب التاريخي سبب عقائدي انتقل من عقدية إلى أخرى حتى وجدناه على هذا النحو حاليًا، ومن التفسيرات العقائدية في نسب الابن للأب هو حفظ تسلسل العائلة، والبعد عن اختلاط الأنساب، والبعد عن المحرمات عند إنشاء العلاقات الزوجية.
ومن الأسباب العقائدية وجود القوامة للرجل بحيث يكون الرجل القائم على رعاية الطفل في مختلف الجوانب، وبتالي ينسب الطفل للأب وليس للأم.
وأرى أن هنالك أسباب تاريخية تتعلق بالنظرة للمرأة على أنها شخص ضعيف قاصر لايمكن نسب الطفل لها لمحدودية ما تقدمه للابن من واجبات لا تتعدى الرعاية والتربية بينما الأب يقدم التربية والرعاية ويحقق حماية اقتصادية للابن وللأم معًا, وهنا نرى بأن في الدول الغربية تنسب الزوجة لزوجها لأنها تصبح مسؤولة منه على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي.
وحسب علم الأنساب يعود السبب والحكمة في ذلك إلى:
- أسباب غريزية؛ بحيث يتصف النسب بأنه أمر غريزي عائد لسنة كونية وغريزية إنسانية، تدفع الإنسان لمعرفة أصوله وجذوره، وهو أمر معمول به من بدء التاريخ.
- أسباب حضارية: بحيث ترتبط حضارة الشعوب بمدى معرفة التاريخ ومن خلال النسب المحدد العائد للأب الغير مختلط يمكن التعرف على تاريخ شعوب وسلالاتهم بما في ذلك دراسة علاقات الأفراد والأسر والقبائل والطوائف، ففي حال انتساب الطفل للام وزواجها بأكثر من زوج سيكون هنالك اختلاط للأنساب، وخلل في معرفة التاريخ على حقيقته.
- أسباب تاريخية قومية؛ كان ينظر لرجل قديمًا على أنه سبب في القوة بالنسبة لقبيلته أو للعشيرة وكان نسب الابن للأب عائد لسبب قومي انتمائي يعزز قوة القبيلة وعددها وسمعتها، وهو سبب في اكتساب الشهرة والمكانة.
- أسباب عقائدية؛ بحيث تشير العقائد المختلفة لنسب الطفل للأب لأن الأب هو القائم على الطفل والمكلف بنفقته، ومسؤول عن تحقيق الأمن والدفاع عنه.
المصدر:
- islamweb.net/السبب والحكمة في نسب الابن للأب.
- ar.wikipedia.org/علم الأنساب.