هذا السؤال عن ثلاثة أمور مختلفة :
الحطيم : وهو باختصار ما يعرف الآن بحجر إسماعيل عليه السلام ، المعمول عليه قوس نصف دائري تحت ميزاب الكعبة من جهة الشمال .
وتسميته بالحطيم أصلها : من حطم فهو محطوم يعني محجوز أو مأخوذ ، وسمي كذلك لأنه محطوم من الكعبة .
وذلك أن ما يعرف الآن بحجر إسماعيل لم يكن كله خارج الكعبة كما هو الآن وإنما بعضه كان ضمن بناء الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام ، ولكن لما جاء السيل في زمن قريش وهدمت الكعبة بسببه على المشهور في التاريخ ، وأرادت قريش إعادة بناء الكعبة وترميمها اتفقوا ألا يدخلوا في بنائها إلا مالا حلالا ، فلما جمعوا مالهم الحلال لم يكف لبناء كامل الكعبة و قصر بهم عن ذلك ، فاتفقوا أن يأخذوا - يحطموا - من جهة الشمال تحت الميزاب سبعة أذرع تقريبا ويضعوا قوسا أو حجرا للدلالة أن هذا القوس جزء من الكعبة فلا يجوز للطائف حول الكعبة الدخول فيه.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قومك استقصروا من بنيان البيت، ولولا حداثة عهدهم بالشرك أَعَدْتُ ما تركوا منه، فأراها قريباً من سبعة أذرع) ( رواه مسلم )
ولكن للتنبيه فليس كل حجر إسماعيل يعتبر من الكعبة ،وإنما ما يعتبر من الكعبة منه هو مقدار سبعة أذرع ( يعادل تقريبا 3.23 متر طولي ) ،وأما الباقي فكان أصلا من خارج الكعبة .
الركن : وهو إذا أطلق هكذا دون تقييد قصد به زاوية الكعبة التي فيها الحجر الأسود ، والتي يبدأ الطواف من عندها وينتهي إليها ، و هناك أركان أخرى للكعبة وهي الزوايا الثلاث الأخرى منها الركن اليماني وهو الذي يقابل جهة اليمن ، وهناك الركن الشامي الذي يقابل جهة الشام ، والركن العراقي الذي يقابل جهة العراق .
ولكن إذا أطلق مصطلح " الركن " مجردا دون تقييد بجهة معينة قصد به ما ذكرنا أولا وهي زاوية الحجر الأسود ، كما جاء في الحديث عند مسلم في صفة حج النبي ( فاستلم الركن ) .
وهذا الركن يشرع تقبيل الحجر الأسود الموجود فيه
مقام إبراهيم : وهو الحجر الذي به آثار أقدام إبراهيم عليه السلام ، وكان إبراهيم يستخدمه ليقف عليه حتى يكمل بناء الكعبة ، فكان يقوم عليه وهذا سبب تسميته بالمقام ، فهو مقام من القيام عليه .، والآن موضوع فيما يشبه الفانوس الذهبي الكبير قرب الكعبة .
ومقام إبراهيم ذكر في القران في قوله تعالى ( واتخذوا مقام إبراهيم مصلى ) ، فصار من سنن الحج والعمرة عندما ينتهي المسلم من الطواف بالكعبة أن يصلي خلف مقام إبراهيم ركعتين كما سنها النبي عليه السلام.
والله أعلم