قال الله تعالى في سورة المسد : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)» ) . وسبب نزول هذه السورة، حينما نزل قوله تعالى: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ»، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصفا، فهتف: يا صباحاه، فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل وأن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم مصدقيّ؟ قالوا: بلى، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبّاً لك، ألهذا جمعتنا؟!، فأنزل الله تعالى «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ» إلى آخرها.
- وأبو لهب هو عم الرسول صلى الله عليه وسلم كان هو وزوجته من أشد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة في بداية الدعوة . حيث كان يسير خلف النبي وهو يدعو الناس ويقول لهم لا تصدقوه أنا أعرفه أكثر منكم أنه أبن أخي وأنه كذاب .
- أما زوجته وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان فقد كانت تحمل الشوك في الليل وتضعه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ومن خلال السورة فإن العذاب الذي توعد الله به أبو لهب وزوجته هو في الآخرة وليس في الدنيا بدليل قوله ( سيصلى ناراً ذات لهب ) وقوله عن زوجته ( في جيدها حبل من مسد ) اي من نار وهذالا يكون في الدنيا إنما هو في الآخرة .
- فعقوبتهم أن السورة أبا لهب بنار حامية موقدة يصلاها مع زوجته، واختصّها بلون من العذاب الشديد، وهو ما يكون حول عنقها حبل من ليف تجذب به في النار زيادة في التنكيل والدمار، والحبل الذي تربط به الدابة يقيّد من حركتها فتكون حركتها محدودة، فكأن هذه المرأة مع شدة عذابها في جهنم، مربوطة بحبل في عنقها محدودة الحركة، لأن كان لها قلادة من الذهب فحلفت أن تبيعها في سبيل الصد عن دينمحمد فعاقبها الله تعالى بدلاً عنها بحبل في عنقها من نار في جهنم .
35 مشاهدة
