غالباً يحدث هذا الأمر لعدة أسباب أهمها:
- أن يكون المدير هو نفسه صاحب العمل: فهذا الوضع لا يكون مريحاً غالباً لأن المدير قد يتصرف وكأنه يملك الوظفين مع الشركة فيتواصل معهم في كل الأوقات، ويتحكم بهم وينظر إليهم نظرة دونية، ويكون أقل التزاماً بالقوانين المفروضة من وزارة العمل لأنه يعتبر أنه يتصرف في أملاكه. أنا لا أعمم لأنني عملت في حياتي في أكثر من مؤسسة كان مالكها هو نفسه المدير المسؤول فيها وكان الوضع ليس كذلك، مثل مجلة بيتي التي كانت تملكها م. رلى كيلاني، ومزاج إف إم التي كانت تدار في فترة من الفترات من قبل أحد مالكيها وهو حازم أبو لغد... وكانا من أفضل المدراء الذين مروا علي في حياتي.
- أن يكون مديرك مدمن على العمل: فهذا بحد ذاته مشكلة، لأن الشخص المدمن على العمل يسبب ضغطاً نفسياً على نفسه وعلى غيره، فما بالك لو كان هو المدير!
- أن تكون أنت مدمن على العمل: فهذا يعطي فرصة كبيرة للمدراء والموظفين بالاتصال بك متى شاؤوا حتى لو لم يكن الأمر طارئاً، أنصحك بالتخلص من إدمان العمل فوراً لأنك مهما كنت مستمتعاً بهذا ولا تعتبره مشكلة، ستنفجر مرة واحدة في يوم من الأيام.
اطلع على...
لماذا يجب علي التوقف عن إدمان العمل
- أن يكون مديرك إنسان ليلي: فأحياناً يفضل مديرك التفرغ للعمل في الليل لأنه يجد أنه يستطيع التفكير بشؤونه بهدوء.
- أن يريد منك مديرك أمور أخرى لا تتعلق بالعمل إن كانت أخلاقه ليست جيدة... سأستبعد هذا في إجابتيي لأن هذا يستدعي رداً حازماً ومختلفاً عن باقي الحالات.
- أن تكون أنت قد سمحت بذلك في أول مرة فاعتاد هو أن يتصل بك في أي وقت... فأنت من تقرر إن كان الوضع يناسبك أم لا، وسكوتك أو ردك عليه في أول مرة دون أن تشعره أن هناك مشكلة يجعله يكررها متى شاء.
في آخر مؤسسة عملت بها كان يتواصل مديري مع ومع كثير من الموظفين في وقت متأخر من الليل عبر الواتساب وحتى عبر الاتصال الهاتفي، وأعني بوقت متأخر أن الساعة تكون 1:00 أو 2:00 بعد منتصف الليل أحياناً.
بصراحة كنت أنا السبب لأنني لم أرفض هذا منذ البداية؛ فقد كان علي إخباره بألا يرسل لي رسائل عبر الواتساب أو على الأقل كان علي عدم الرد عليه لأكثر من مرة ليعرف لوحده بأن عليه الالتزام بأوقات الدوام الرسمي للتحدث في شؤون العمل، أو على الأكثر يمكنه هذا حتى الساعة 8:00 مساء إن كان هناك أمر طارئ فقط.
في مرة من المرات أرسل لي رسالة على الواتساب ليقترح فكرة معينة متعلقة بالعمل في حوالي الساعة 1:00 بعد منتصف الليل، وعندما قرأتها وباشرت بالرد عليه بإبداء رأيي بها، تفاجأت بهاتفي يرن، فاضطررت أن أرد عليه لإنهاء الموضوع لأنه كان علي أن أباشر العمل على هذه الفكرة منذ الصباح الباكر، يومها تسبب لي بمشكلة مع أخي الذي كاد يأخذ الهاتف مني ويسمعه كلاماً سيئاً لأنه أساء الظن به، لكن والدتي وقفت معي لأنها تعلم أنه رجل محترم جداً من ناحية الأخلاق، ولكنه يفكر في المؤسسة طوال الوقت وينتظر من الموظفين نفس الشيء، كما يفتقر بشدة لمهارات التواصل ولا يفكر بعواقب الأمور كما يفكر بها معظم الناس، همه العمل فقط بغض النظر عما يحدث بعد ذلك، وهو يفعل هذا مع جميع الموظفين في الشركة ذكوراً وإناثاً.
وبعد هذه المرة اعتاد أن يرسل الرسائل للحديث عن العمل في أي وقت، وأحياناً كثيرة يسألني سؤالاً معينا يستدعي الرد والشرح، فكنت أخجل وأرد مباشرة، إلى أن قررت يوماً ألا أرد مهما كان الموضوع مهماً، وأن أرد عليه في الصباح. فكان أحياناً عندما لا أرد على سؤاله يعيد إرساله أكثر من مرة إلى أن فهم أنني لا أرغب بالحديث عن العمل بعد الساعة 9 مساء، وخاصة أنني كنت أتعمد أحياناً أن أبقى على اتصال بالانترنت وonline على الواتساب ليفهم أن لي حياتي الخاصة وأنه ليس علي الحديث في أمور العمل في هذا الوقت.
أظن أن هذه هي أنسب طريقة عزيزي... فلا ترد عليه أكثر من مرة إلى أن يعتاد ألا يرسل لك أو يتصل بك في وقت متأخر، ورد عليه في الصباح برد وافٍ دون أن تتأسف على التأخر بالرد أو أن تأتي بسيرة هذا؛ فقط رد "على قد السؤال"، وإن راجعك بالموضوع قل له بأسلوب مؤدب أنك تفضل الحديث فيما يخص العمل في ساعات العمل أو على الأقل ليس في أوقات متأخرة من الليل لتكون بكامل تركيزك، أو أنك تفعل هذا ليرتاح كلاكما من العمل لتستطيعا أن تشحنا أنفسكما بالطاقة في اليوم التالي.. لا تبرر ولا تتوتر لأن هذا من حقك كموظف.
طبعاً هناك مواقف تتطلب اضطرارك للرد في أي وقت كأن تعمل في مهنة تستدعي ذلك كالطب مثلاً والإعلام إن كان هناك خبر عاجل أو ما شابه، وقد تضطر أحياناً للرد مهما كان مجال عملك إن كان الاتصال طارئاً، كأن يتصل بك مديرك ليسألك إن كنت أغلقت باب الشركة لأنه لاحظ حركة فيها في منتصف الليل... في هذه الحالات يمكنك إما الرد السريع أو أن ترد عليه برسالة فقط ليفهم أن الاتصال بك ليلاً من المحرمات.
4 مشاهدة
