ما هو التسلسل الزمني لنشأة الكون بدءاً من الانفجار العظيم مروراً بتكوين النجوم والمجرات وصولاً لكوننا هذا بشكله الحالي؟

1 إجابات
profile/بيان-احمد-2
بيان احمد
ماجستير في الفيزياء (٢٠١٨-حالياً)
.
١٧ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
يمكننا أن نتجاهل الجزء الإفتتاحي للإنفجار العظيم، و فقط الآن، دعوني أخبركم أن الإنفجار العظيم لم يكن "إنفجاراً" بمعنى الكلمة، كان أشبه بامتداد الكون في كل مكان شيئاً فشيئاً و مرةً واحدة.
بدأ الكون صغيراً جداً جدأ و امتدّ سريعاً لحجم كرة القدم. لم يمتد الكون ضمن أو في أي شيء، لم يكن ذلك ليحصل، لأن الكون لا حدود له، تخيّل معي كوناً لا نهائياً بلا حدود يمتد بشكل مهول، ولكن لا يمتد ضمن أو في أي شيء، لأنه و اصطلاحاً لا حدود للكون، لا يوجد ما هو خارج الكون، الكون هو كل ما هنالك.
في هذه البيئة الحارة جداً، الكثيفة جداً، تجلّت الطاقة على شكل جسيمات تواجدت في فترات صغيرة جداً. فمن الـ gluons تكونت أزواج quarks بشكل دوريّ .
ومن الجدير بالذكر أن الطاقة و المادة لم يكونا متكافئن نظرياً فحسب، فالكون وقتها كان حاراً جداً لدرجة أن الطاقة و المادة كانا بشكل أساسي الشيء ذاته.
و تغلبت المادة على المادة المضادة في وقت ما في هذا الزمن، وفي يومنا هذا نحن نتعامل بشكل أساسي مع المادة في حين أن وجود المادة المضادة أمر نادر. و بدلاً من تواجد قوة واحدة عظمى مطلقة في الكون تواجدت عدة قوى مشتقة و مصقولة تعمل ضمن قوانين مختلفة، بحلول ذلك الوقت تمدد الكون بما مقدراه 1 مليار كم قطراً مما أدى لتناقص في درجة الحرارة. و توقفت دورة تكوين الكواركات من و إلى الطاقة فجاءة، و اعتباراً من تل اللحظة سيبنى الكون بالمونات الموجودة به فقط، لا مزيد من ولادة أو موت كواركات من و إلى الطاقة. تبدأ الكواركات بتكوين جسيمات جديدة، هادرونات مثل البروتونات و النتيوترونات.

دعونا نأخذ لحظة لنقدّر عظمة حقيقة أنه بعد انقضاء كل هذه الأحداث، ثانية واحدة قد مرّت عن بدئ الإنفجار العظيم، ثانية واحدة فقط كانت كفيلة باحتواء كل هذه الأحداث، ثانية واحدة عن بداية كل شيء.
يعتبر الكون الآن بارداً بما فيه الكفاية ليسمح لمعظم النيوترونات بالتحلل لبروتونات، لتتكون بذلك الذرة الأولى في تارخ كل شيء، ذرة الهيدروجين.
فلتتخيل الكون في هذه اللحظة حساءاً ساخناً جداً ممتلئاً بكميات و أعداد لا حصر لها من الجسيمات و الطاقة أيضاً. و على مدار الدقائق القليلة المقبلة برد الوسط و استقرّ إلى حد ما بشكل سريع جداً. الذرات التي تكونت من الهادرونات و الإلكترونات هيّئت الأمور لبيئة مستقرة و متعادلة كهربائياً، البعض يسمّي هذه الفترة " الفترة المظلمة The DarkAge " بسبب إنعدام وجود النجو، فضلاً عن أن غاز الهيدروجين لم يسمح للضوء المرئي Visible Light بالحركة في الأرجاء.
بعد ملايين السنين و عنما تجمع غاز الهيدروجين و تكتل مع بعضه و تعرض لضغ عالي من قبل الجاذبية، بدأت النجوم و المجرات بالتكون، و الاشعع الصادر منها قام بتحليل غاز الهيدروجين المستقر لبلازما، هذه البلازما لا زالت تتخلل الكون في يومنا هذا سامحة للضوء المرئي بالعبور. و أخيراً There was Light

حسناً ولكن ماذا عن الجزء الذي تجاهلناه في البداية و لم نتحدث عنه ؟ هذا الجزء يمكن تعريفه بالإنفجار العظيم، لا نعلم تماماً ماذا حصل هنا، في تلك اللحظة تتعطل أدواتنا ، القوانين الطبيعية تصبح بلا معنى، و الوقت كذلك لا معنى له.

و لنفهم تماماً ما حصل هنا، نحتاج نظرية توحّد النظرية النسبية لأينشتاين مع الميكانيكا الكمية، نظرية يعمل عليها العلماء الآن .

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة