تعد قرية برما أكبر منتج للثروة الداجنة المصرية، فما هي برما؟
يرى آخرون من أهل برما أنها سميت بهذا الاسم لارتباطها بالبر والماء، ولكن المعنى الشائع الحالي والمشترك لكلمة برما هو "المكان المرتفع".
برما هي إحدى قرى مركز طنطا التابع للمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية.
يشتهر أهل برما بحياتهم المهنية البسيطة، وبتربية الدواجن، فبعضم يقود عربات النصف نقل صغيرة التي تكون محملة بعشرات الأقفاص والتي تحتوي على آلاف صغار البط "الكتاكيت" لبيعها في جميع أنحاء مصر، وخاصة في الأسواق الريفية، حيث أنها تسهم بنسبة ثلث إنتاج مصر من الدواجن.
ما يميز برما أن هناك مقولة مصرية دارجة يقولها أهل مصر بكثرة، وتقال عندما يحتار الفرد بالحساب أو عندما يصعب على الشخص حسابه لشيء ما، وهي "أصل حسبة برما".
ووراء هذا التعبير قصة متداولة في أثناء الحكم العثماني في مصر، حيث كانت هناك امرأة قروية من سكان قرية برما، تقوم كل أسبوع بحمل سلة على رأسها بداخلها بيض الدواجن وتخرج بها إلى السوق لبيعه، وإذ تصدمها دراجة كان يقودها أحد الصبية هناك، فسقطت سلة البيض وتكسر جميعه على الأرض.
فغضبت الامرأة وباتت تصرخ وتتحسر لضياع رزقها الذي كانت تنتظره من أسبوع لأسبوع وباتت تبكي، فتجمع المارة حوليها لمساعدتها وتعويضها، وسألها أحدهم عن عدد البيض الذي كان يتواجد في السلة، فقالت: إذا أحصيتموه بالثلاثة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالأربعة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالخمسة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالستة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالسبعة فلا يتبقى شيء.
فأصبحوا الناس ينظرون إلى بعضهم مستغربين من جواب الامرأة، وكيف بهم أن يعرفوا هذه الحسبة الغريبة، ثم أصبحت هذه الحِسبة شاغلة عقول أهل القرية، وتنافس الجميع لمعرفة عدد البيض الذي فقدته القروية، وانتقلت الحيرة من قرية "برما" إلى أرجاء طنطا ومنه إلى المحافظة الغربية ومنه إلى أنحاء مصر.
ومن هنا أصبحت هذه المقولة من تُراث الشعب المصري، وتُقال عندما يتعثر شخص ما في حل مسألة حسابية مُعينة.
ومن الطريف أن هناك من تمكن من حل هذه المسألة الحسابية الصعبة، حيث اكتشف أن كان عدد البيض (301) بيضة، إذ تم حل المسألة على شكل (متتابعة حسابية).