ما معنى مضاهاة خلق الله وهل تعتبر هذه العلة الوحيدة لتحريم التصوير

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٥ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 المقصود بمضاهاة خلق الله: أي يُشابِهونَ الله تعالى، ويفعلون على مثل فِعْله

مُضَاهَاةَ لِعَمَلِهِ: أي المُشَابَهَ لعمله، والعمل كمَثِيلَ ومماثلة له.
ومن مصطلحات لمضاهاة أيضا: المطابقة

 وقد ورد في المعجم:
ضاهاه ضاهأه؛ شابهَه، أو شاكله، فعل مثل فِعْله أو اعتقد مثل عقيدته: -لا يُضاهيه أحدٌ في أسلوبه،

- كما وردت المضاهاة في حديث أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ المراد هنا المُصَوِّرُونَ، -
وقد وردت أيضا في القرآن الكريم {يُضَاهُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ}
فيقال فلانٌ يباهيك ولا يضاهيك، - لا يُضاهَى: لا مثيل له.

وفي حديث السيدة عائشة رضي الله عنها في مضاهاة الصور فقد روت وقالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه هتكه، وتلون وجهه، وقال: «يا عائشة، أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة، الذين يضاهون بخلق الله» قالت عائشة: «فقطعناه، فجعلنا منه وسادة، أو وسادتين». متفق عليه،

 أما عن جواب القسم الثاني من السؤال وهو:
هل تعتبر مضاهاة خلق الله للصور هي العلة الوحيدة لتحريمها

وهناك أحاديث كثيرة في النهي والابتعاد عن التصوير، دون ذكر المضاهاة فقط،

فلا يكون تحريم الصور فقط للمضاهاة بل هناك أسباب وعلل أخرى لتحريم الصور منها:

أولا: أن الصور مانعة من دخول الملائكة. فالبيت الذي يحوي على صور أو تماثيل فإن الملائكة لا تدخله ففي الصحيحين أن النبي ‏صلى الله عليه وسلم قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة".‏

ثانيا: قد تكون سيلة للتعلق بأصحاب تلك الصور، والغلو فيهم حتى يفضي ذلك إلى ‏تعظيمهم وعبادتهم من دون الله تعالى،

فقد ثبت في الصحيحين أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا عند ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة، وذكرتا ما فيها من تصاوير، ‏فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هؤلاء إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على ‏قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة".‏

ثالثا: ذكر ابن العربي في أحكام القرآن الكريم على أن العلة هي مخافة من الغلو وتعظيمهم حيث قال: "والذي أوجب النهي ‏عن التصوير في شرعنا -والله تعالى أعلم- ما كانت العرب عليه من عبادة الأوثان ‏والأصنام، فكانوا يصورون ويعبدون، فقطع الله الذريعة وحمى الباب".‏

رابعا: أنه يدخل في تصوير ذوات الأرواح واتخاذها واقتناءها عبثاً فيه ‏تشبه بالكافرين الذين يصورونها ويقتنونها ويعبدونها من دون الله تعالى، فقد نهانا الشرع عن التشبه بالكفار


وأما الصور التي تلتقط التقاطا بالآلة المعروفة، آلة التصوير الفوتوغرافية، فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عنها:
من المعلوم أن هذه التصاوير لم تكن معروفة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمعروف في عهده إنما هو التصوير باليد الذي يضاهي به الإنسان خلق الله عز وجل، أما هذه الآلة فغير معروفة، وليس الإنسان يصورها بيده ويخططها، يخطط الوجه مثلا، والعينين، والأنف، والشفتين، وما أشبه ذلك، لكنه هو يلقي ضوءًا معينا تقدمت به معرفة الناس فتنطبع هذه الصورة في ورقة، وهو لم يحدث شيئا في الصورة، لم يصورها إطلاقا، وإنما التقطت هذه الصورة من قبل الضوء؛ فهذا لا شك، فيما نرى، أنه لم يصوِّر، غاية ما هنالك أن الصورة طبعت بالورقة، فكان الذي بالورقة هو خلق الله عز وجل، يعني هذه الصورة هي الصورة التي خلقها الله، والدليل على ذلك أن الإنسان لو كتب كتابا بيده، ثم صوره بالآلة، آلة التصوير، فإنها إذا طلعت الصورة لا يقال: إن هذا هو كتابة الذي حرك الآلة، وصوَّر (الشخص القائم بالتصوير)، بل يقال هذا كتابة الأول الذي خطه بيده، فهذا مثله "

والله تعالى أعلم. 



  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة