اللغة المعزولة هي أي لغة لم يثبت بشكل قطعي وجود صلة لغوية وثيقة تجمعها بأي لغة معروفة أخرى، مما يعني أن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد عائلة لغوية شاملة تنتمي إليها تلك اللغة، فاللغات المعزولة فريدة من نوعها من حيث بنيتها القواعدية ومفرداتها وغيرها من الخواص اللغوية، ولهذا تصنف كل لغة معزولة على أنها عائلة لغوية مستقلة لا تتضمن إلا تلك اللغة وحدها. وتعد اللغة السومرية المكتشفة في بلاد الرافدين أحد أبرز الأمثلة على هذا المفهوم، إذ أنها ليست فرعاً من شجرة اللغات السامية، ولا من غيرها من العائلات اللغوية، بل هي ذات هيكلية لغوية مستقلة ولا نجد لها نظيراً في غيرها من اللغات. وهذا لا يمنع اللغة المعزولة أن تؤثر بمحيطها أو تتلقى تأثيرات خارجية، فلغة إقليم الباسك في إسبانيا معزولة وليست إحدى لغات العائلة الهندو-أوروبية المنتشرة في بلدان القارة الأوروبية، لكنها مع ذلك تتفاعل مع اللغة الإسبانية المجاورة والمهيمنة في البلاد وتقتبس منها بعضاً من المواصفات اللغوية، وتترك عليها بصمتها بدورها. وربما كان لهذه اللغات المعزولة ألسنة شقيقة في الماضي السحيق، لكنها لم توثق عن طريق الكتابة ولم تذكر في أي مراجع وكان مصيرها الاندثار، ولهذا لا يمكننا أن نعرف عنها أي شيء إلا إذا توصلت الاكتشافات الحديثة إلى فك رموز لغات تاريخية قديمة وأثبتت أبحاث علم اللسانيات ارتباط تلك اللغات بإحدى اللغات المعزولة التي نعرفها اليوم.