عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ ) رواه البخاري .
- والمقصود بجهد البلاء : هو كل ما يصيب الإنسان من هموم وشدة حال ومشقة كبيرة يقع فيها الشخص في الحياة بشكل عام مما لا يطيقه ولا يقدر على تحمله ودفعه مثال : كثرة الديون، قلة المال ، وكثرة العيال وكثرة الحاجة إليه .
- ومن جهد البلاء أن يقدم الإنسان على قتل نفسه ، وأن يكون سبباً في جلب المصائب على نفسه وعلى أهله وجيرانه ومجتمعه وأمته .
- وكلمة ( جهد البلاء ) جامعة لكل مشقة وتعب وجهد .
- والبلاء : قد يكون جسمي كالأمراض السنعصية التي تصيب الإنسان ، وقد يكون بلاء معنوي كفقد الدين والصلاة والوالد العاق والزوجة الناشز ، والخسارة في المال ، والسمعة عند الآخرين .
- ومعنى درك الشقاء : أي أن يدركك ويلحق بك الشقاء والتعاسة والتعب ، والشقاء : هو الهلاك ، ودرك الشقاء : هو الهلاك في الدنيا والآخرة . ومن معلني درك الشقاء : بأنلا تعمل عمل الأشقياء فتشقى في الدنيا والآخرة .
- ومعنى شماتة الأعداء : اي أن يشمت العدو بما يصيب الإنسان من مصائب وبلايا ، وهذا له أثر في النفس والقلب أن يشمت بك عدوك ، والعدو : هو كل إنسان يسره ما ساءك، أو يغمه ما يـفرحُك .
- ومعنى سوء القضاء : ويأتي بمعنيين :
- المعنى الأول : اللهم إني أعوذ بك - أن أقضي قضاء سيئاً .
والمعنى الثاني : أن الله يقضي على الإنسان قضاء يسوءه، والقضاء يعني الحكم، فالإنسان ربما يحكم بالهوى، ويتعجل الأمور، ولا يتأنى ويضطرب، هذا سوء قضاء، - قد يحكم على غيره عندما يأتيه خبر عنه فيحكم عليه بالظن أو التهمة أو ما شابه، فهذا من سوء القضاء - كذلك القضاء من الله - سبحانه وتعالى -؛ قد يقضي الله عز وجل على الإنسان قضاء يسوؤه ويحزنه، فتستعيذ بالله عز وجل من سوء القضاء]. شرح رياض الصالحين
- وهذا الدعاء ينبغي للمسلم أن يدعو به يومياً في الصباح وفي المساء لما فيه من السلامة والخير الكثير لقائله .