ما معنى العين الحمئة التي ذكرت في القرآن الكريم وأين توجد

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
هذه الجملة (العين الحمئة ) وردت في سورة الكهف آية رقم ( 86) ضمن قصة ذي القرنين

قال تعالى : حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)

وفيها قراءتان متواترتان : فقد قرأت ( عين حمئة ) ، وقرأت ( عين حامية ) ، وكل قراءة لها معنى :
فعلى القراءة الأولى : العين هنا هو الماء وقصد به هنا البحر ، و ( الحمئة ) من الحمأة وهو الطين ، فعلى هذه القراءة يكون المعنى أن ذي القرنين مبلغ مكانا يظهر منه غروب الشمس كأن الشمس تغرب في ماء وطين .
وعلى القراءة الثانية : العين هي البحر كما ذكرنا ، والحامية هي الحارة ، فعلى هذه القراءة يكون المعنى أن ذي القرنين بلغ مكانا يظهر منه غروب الشمس كأنها تغرب في عين حارة .
وبكلا القراءتين قرأ بعض الصحابة والتابعين وفسروا الآية .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره (  والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار، ولكل واحدة منهما وجه صحيح ومعنى مفهوم، وكلا وجهيه غير مفسد أحدهما صاحبه، وذلك أنه جائز أن تكون الشمس تغرب في عين حارّة ذات حمأة وطين، فيكون القارئ في عين حامية بصفتها التي هي لها، وهي الحرارة، ويكون القارئ في عين حمئة واصفها بصفتها التي هي بها وهي أنها ذات حمأة وطين. وقد رُوي بكلا صيغتيها اللتين إنهما من صفتيها أخبار ) .

فعلى هذا يكون المعنى أن ذي القرنين بلغ موضعا من الغرب تكون الشمس فيه عند غروبها كأنها تدخل وتغرب في ماء حار مختلط بالطين وهو طين البحر .
وهذا الموضع قد يكون أقصى غرب قارة إفريقيا من جهة المحيط الأطلسي ، فهو أقصى ما كان معروفا من البلاد في زمنهم .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان: قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: أي رأى الشمس تغرب في البحر المحيط، ومقتضى كلامه أن المراد بالعين في الآية البحر المحيط، والعين تطلق في اللغة على ينبوع الماء، فاسم العين يصدق على البحر لغة، وكون من على شاطئ المحيط الغربي يرى الشمس في نظر عينه تسقط في البحر أمر معروف، وعلى هذا التفسير فلا إشكال في الآية، والعلم عند الله تعالى.


والله أعلم