كلمة الذكر في القرآن الكريم لها أكثر من معنى، أولاً في اللغة، فإن كلمة (ذكر) يتفرع عنها أصلين:
- الأول: الذَكر الذي هو مقابل للأنثى.
- الثاني: الذِكر والذي هو مقابل للنسيان، وهو الأكثر وروداً في القرآن الكريم، وهو ما سأتحدث لك عنه هنا.
ومن معاني كلمة الذِكر اصطلاحاً:
- تأتي كلمة الذكر، بمعنى العظة والعبرة، ومن ذلك قول الله تعالى:" فلما نسوا ما ذكروا به" سورة الأنعام / 44. أي ما وعظوا به، ومنه أيضاً قول الله تعالى:" وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" سورة الذاريات / 55، أي فَعِظ فإن العظى والعبرة تنفع المؤمنين، ومعنى الذكر هنا كثير في القرآن الكريم.
- وتأتي الكلمة أيضاً بمعنى التذكر، ومثل ذلك قول الله تعالى:" فاذكروني أذكركم" سورة البقرة /152، أي: أطيعوني فيما أمرتكم به ونهيتكم عنه، أثبتكم وأغفر لكم.
- ومن معاني الذكر القرآن، ومثل ذلك قول الله تعالى:" وهذا ذكر مبارك أنزلناه" سورة الأنعام / 50، أي القرآن الذي أنزلناه على محمد صلى الله عليه وسلم، ذكر لمن تذكر به، وموضع آخر على هذا المعنى، قول الله تعالى:" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهو يلعبون" سورة الأنبياء/2، والذكر هنا المقصود به القرآن.
- الذكر بمعنى الحفظ، وذلك مثله في قول الله تعالى:" خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه" سورة البقرة / 63، أي: تدبروه، واحفظوا أوامره ووعيده، ومن ذلك أيضاً قول الله تعالى:" واذكروا نعمة الله عليكم" سورة آل عمران / 103، أي احفظوا ما أنعم الله عليكم من نعم.
- الذكر بمعنى الشرف، ومن ذلك قول الله تعالى:" وإنه لذكر لك ولقومك" سورة الزخرف/ 44، أي بمعنى: إن هذا القرآن الذي أوحي إليك يا محمد لشرف لك ولقومك، ومن المواضع الأخرى للذكر التي تأتي بمعنى الشرف قول الله تعالى:" لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم" سورة الأنبياء / 10.
- وأيضاً الذكر بمعنى الخبر، ومنه قول الله تعالى:" هذا ذكر من معي وذكر من قبلي" سورة الأنبياء / 24، أي: أن القرآن الكريم يحتوي خبر الأولين والآخرين.
- الذكر بمعنى شرع الله، ومثله قول الله تعالى:" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" سورة طه / 124.
- الذكر معنى العذاب، ومن موضعه قول الله تعالى:" أفنضرب عنكم الذكر صفحاً" سورة الزخرف / 5، أي هل نترك عذابكم، ولا نعاقبكم على إسرافكم وكفركم.
- الذكر بمعنى الوحي، ومنه قول الله تعالى:" فالتاليات ذكرا" سورة الصافات/ 3، ومعناها، الملائكة يأتون بالكتاب.
- الذكر بمعنى التوراة والإنجيل، وموضعه قول الله تعالى:" فاسألوا أهل الذكر" سورة النحل / 43.
هذه بعض المعاني التي وردت في معنى الذكر في القرآن الكريم، وهي معاني موجودة في تفاسير الآيات التي ورد فيها لفظ الذكر، أو أنها مستفادة من السياقات القرآنية.
لفظ الذكر في القرآن الكريم، من الألفاظ كثيرة الحضور، حيث أنه ورد في مائتين وثمانية وستين موضع، منها مائة وأربعة خمسين موضع بضيغة الفعل، وأكثرها بصيغة الأمر، ومثل ذلك في قول الله تعالى:" واذكروا الله" سورة البقرة / 103.
وجاء أيضاً لفظ الذكر بصيغة الاسم في مائة وأربعة عشر موضع، ومن ذلك قول الله تعالى:" ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكميم" سورة آل عمران / 58.
المصدر
إسلام ويب :
لفظ الذكر في القرآن