الحديث صحيح : وفيه أكثر من رواية :
1- فعن عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أحب الله عبدا عسله) قالوا: ما عسله يا رسول الله؟ قال :( يوفق له عملا صالحا بين يدي رحلته، حتى يرضى عنه جيرانه ) أو قال "من حوله" .
رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم، والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (3358 ).
- عَسَله : من غير تشديد .
2- وفي حديث آخر : ( إذا أَراد الله بعبد خيرًا عَسَلَه في الناس) صححه الألباني
3- في الحديث الآخر : (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْد خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ . فَقِيلَ : كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( يُوَفِّقُهُ لِعَمَل صَالِح قَبْلَ الْمَوْتِ ) . رواه الإمام أحمد ، ورواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
ورواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وله شاهد بإسناد صحيح .
وصححه الألباني .وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
- يتبين لنا مما سبق من الأحاديث السابقة أن درجة الحديث صحيح .
- أما المعنى العام للأحاديث السابقة :
- أن الله تعالى أراد بعبده خيراً يفتح له من الخير والعمل الصالح بين يدي موته - بحيث يرضى عنه من يعرفه ومن هم حوله من أهله وجيرانه وأصحابه، ويثني عليه ثناء طيباً .
- وهذا الحديث فيه تشبيه من الرسول صلى الله عليه وسلم - فالرسول شيه العمل الطيب الصالح بالعسل ، فكما أن العسل محبوب ولذيذ ومطلوب عند الناس ، فكذلك العمل الصالح ، وصاحب العمل الصالح ، فالرجل الذي يغلب خيره شره ويسلم الناس من لسانه ويده ، ويقوم بعبادة ربه حق القيام ، ويؤدي حقوق الأهل والجيران والأصحاب من حوله ، فهذا ينعكس عليه بمحبتهم له ، كحبهم للعسل !!
- وبالتالي فالله تعالى يوفقه وييسر له من الأعمال الصالحة عند موته فيموت على طاعة وعلى عبادة .