التقمص في عقيدة الدروز
التقمص مذهب موجود لدى الدروز الموحيدين كما أنه من خصوصيات الطائفة الدرزية ويقصدون به خلود النفس بعد موت الجسد ويطلقون عليه اسم النطق أو التناسخ ويعد التقمص ظاهرة غريبة ودخيلة على الفكر الإسلامي كله بجميع مذاهبه وذلك لأن العقيدة الإسلامية تقوم على أساس وهذا الأساس هو الإيمان بموت الروح والجسد معا ومن ثم البعث.
يفضل الدروز استخدام كلمة التقمص أو النطق وعدم استخدام كلمة التناسخ وذلك لكون كلمة تقمص جاءت من كلمة قميص أي الرداء فالروح تقوم بخلع قميص وارتداء آخر معنى ذلك أنها تخرج من جسد وتدخل لجسد آخر ويكون التقمص محتفظ بالجنس فروح الذكر تنتقل للذكر والأنثى للأنثى، أما التناسخ فهو مفهوم أوسع من التقمص يمكن للروح أن تنتقل من ذكر لأنثى أو حتى لأجسام الكائنات الحية الأخرى مثل الحيوانات.
- النظريات الدينية حول طبيعة التقمص فأجمعت على اعتبارين:
1. الاعتبار الأول: التأكيد على استمرار الحياة بعد الموت
2. الاعتبار الثاني: كان الاعتبار الثاني من خلال النظر للإنسان على أنه عنصر مكون أو مؤلف من عنصرين بينهما تباين في الجوهر.
كون الدروز الموحيدين يعتبرون من الطوائف الإسلامية فهم يؤمنون بالقرآن الكريم، فكان لا بد أن يبرروا سبب إيمانهم بالتقميص والاعتداد به والتكلم عنه بحرية مع أنه مخالف لتعاليم الإسلام ولأسسه، فكان تبريرهم أو بيانهم لسببين:
1. السبب الأول:
سبب مذهبي، يرى الدروز أن هذا الاعتقاد مع كونه خاص ومتفرد بهم إلا أنهم يقولون أنه مستمد من القرآن الكريم.
2. السبب الثاني:
يرجع سبب اعتقادهم بالتقمص على ما مروا به عمليا على حسب قولهم حيث أن هناك العديد من المواقف والحوادث التي تكلم فيها أشخاص عن حياتهم السابقة أو حتى عن تفاصيل موتهم.
- مع كون مبدأ التقمص مخالف للشريعة الإسلامية إلا أن الدروز لا يجدون تعارضا بين إيمانهم بالتقمص وإيمانهم بانتهاء الحياة وزوال الدنيا واليوم الآخر والحساب وهذا ما يراه جميع المذاهب الإسلامية تعارض وتناقد.