ما معنى أعقل وتوكل عند الشيعة وهل يؤمنون بصحة هذا الحديث

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم يؤمنون بصحة هذه الحديث ويحدثون به على منابرهم ويعلمونه لتلاميذهم.

- ولا فرق في معناه بين أهل السنة وأهل الشيعة:

- وهذه الجملة وردت في حديث صحيح رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناقته فقال:" أعقلها وأتوكل، أم أتركها وأتوكل؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أعقلها وتوكل" أخرجه الترمذي

-وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال للأعرابي كان قد ترك ناقته طليقة بلا قيد على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل يصلي قائلاً: توكلت على الله. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام "أعقلها وتوكل"

أي اربطها ثم توكل على الله تعالى بأن يحفظها لك من كل شر وسوء، وهذا معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه وعلمنا في هذا الحديث بأن نأخذ بالأسباب في حله وترحاله ويعد عدته ويخطط لرحلته أو أي عمل يريده، ثم يتوكل على الله، يدعوه وينتظر معونته سبحانه.

-ونقول إنه في الحديث مقالا ولكن معناه صحيح؛ لأن الله عز وجل قد حثنا على أن نأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام، فالذي يأخذ بالأسباب ويعتمد عليها فقط دون التوكل على الله فهو مشرك، ومن توكل على الله وترك الأخذ بالأسباب فهو جاهل ومخطئ، والمطلوب شرعا هو الجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب.

- فالتوكّل هو إظهار العجز في الأمر والاعتماد على غيرك وهو التوكل هو التبري من کل حول وقوة، والاعتماد على حول الله وقوّته، وأن لا مؤثر في عالم الوجد إلا الله. وأنه ليس وراء منتهی قدرته قدرة، ولا وراء منتهی علمه علم، ولا وراء منتهی عنايته عناية.

- فمن اعتقد ذلك اتکل قلبه لا محالة علی اللّه وحده، ولم يلتفت إلی غيره، ولا إلی نفسه أصلا.

- ومن معاني التوكل: أن يعلم الإنسان أن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، وأن لا يخاف غير الله ولم يطمع في أحد سوى الله.

- ويقولون أي (الشيعة): بأن التوكل من فروع التفويض، وأن التفويض هو أن لا يرى العبد في نفسه حولاً ولا قوة، ولا يجد أن له التصرف في شيء، ويرى الحق تعالى هو المتصرف في كل الأمور، وأما في التوكل إنَّ الله سبحانه وتعالى قائماً مقام المتوكل في التصرف واجتلاب الخير والصلاح.

- كما يرتبط التوكل بالرضا والتسليم والقبول وهو أعلى من مقام التوكل، ففي مقام التوكل يجعل الإنسان الله وكيله؛ ولكن التوكل لا يكون إلا بعد وقوع سبب دنيوي يستوجبه (أي عند وجود أمر يتوكل فيه العبد على الله؛ ولكن في مرتبة الرضا والتسليم يرضا العبد بما يختار الله له، فيكون قد أفنى إرادته في إرادة الله، فلا يختار لنفسه شيئا وإنّ كان هذا الشيء موافق لرغبته.

- أما الفرق بين التوكل والتواكل:

- فالتوكل:
هو الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى، وهذا ممدوح ومطلوب. ومثاله: كالطالب الذي يجد ويجتهد ويدرس ويسهر ويتعب ويبحث ويترجم ويسمع ويسأل عن أي سؤال لا يعرف إجابته وبعد أن يستنفذ كل ما بوسعه يسأل الله تعالى التوفيق والنجاح في الاختبار.

- بينما التواكل:
هو التوكل على الله تعالى دون الأخذ بالأسباب، وهذا مذموم وباطل. ومثاله: كالطالب الذي تخرج من الجامعة ووضع الشهادة في البيت ولم يقدم على أي وظيفة ولم يسعى في الحصول على عمل، وبنفس الوقت يريد أن يتوظف وهو جالس في البيت!!