تشير تجربة أولية حديثة إلى أن العلاج الجيني الذي يعدل الجهاز المناعي قد يعطي الأمل للأشخاص المصابين بسرطان الدم خاصة الذين جربوا العلاجات التقليدية ولم تنجح معهم.
يحدث السرطان في بعض خلايا الدم البيضاء، في الوقت الحالي لم يتوصل العلم إلى تقنيات طبية تشفي مريض سرطان الدم من هذا المرض بشكل تام، على الرغم من أن هناك أدوية من شأنها أن تساعد المرضى على البقاء على قيد الحياة لسنوات مع هذه الحالة.
ومع ذلك، فإن معظم الأفراد يتحسنون في نهاية المطاف بعد استخدامهم لبعض العلاجات مثل العلاج الكيميائي (يمكنك معرفة مدى فعالية العلاج الكيميائي في علاج سرطان الدم من خلال النقر على السؤال التالي،
ما هو مدى فعالية العلاج الكيميائي مع مرض سرطان الدم؟).
حاول الباحثون إيجاد طريقة حديثة العهد تزيد من قدرة الجهاز المناعي على قتل الخلايا السرطانية وذلك من خلال تحفيز هذه الخلايا المناعية بواسطة العلاج الجيني الذي يؤثر على وظيفة وقدرة هذه الخلايا.
يتطلب القيام بالعلاج الجيني استخراج الخلايا المناعية من نوع T من الجهاز المناعي للمريض، وتعديلها وراثيا لتكون مسلحة بالمركبات، أو مستقبلات المستضد الكيميري والتي تحفز هذه الخلايا للقضاء على الخلايا السرطانية.
وقال الدكتور جيمس كوشينديرف، كبير الباحثين في هذه الدراسة أن هذا التدعيمات والتعديلات الجينية والتي تزود الخلايا المناعية بمركبات مناعية إضافية تساعد على اكتشاف الخلايا السرطانية واستهدافها من قبل الخلايا المناعية من نوع T ثم يتم حقنها مرة أخرى في دم المريض ذاته الذي تم سحب الدم منه لإجراء هذا التعديل الجيني على خلاياه المناعية.
هذه التقنية لا تعتبر مقاس واحد يناسب الجميع، فهي تختلف بين الأشخاص بسبب اختلاف الاستجابة المناعية بينهم حيث يجب أن تستهدف هذه البروتينات المزود للسرطان والتي قد تختلف من شخص لآخر.
كما أن العلاج الجيني يختلف بين أنواع سرطانات الدم فكما نعلم فإنه يوجد ثلاثة أنواع رئيسية لسرطان الدم هي: اللوكيميا، سرطان الغدد الليمفاوية والمايلوما، فمثلاً في المايلوما يهتم العلاج الجيني بتزويد خلايا الجهاز المناعي من نوع T بالبروتينات التي تكشف عن مستضد سرطاني يسمى BCMA حيث يتواجد هذا المستضد على خلايا المايلوما المختلفة.
كما لاحظ الباحثون بأن هذا الإجراء العلاجي آمن بطبيعته وفي أغلب المرضى، وأغلب الآثار الجانبية التي يسببها هذا العلاج هي آثار جانبية قصيرة الأجل وبسيطة كما أنها قابلة للإدارة والعلاج.
كما كانت هناك أيضا علامات مبكرة على تحسن المريض وهذا يدل على أن
العلاج الجيني يمتلك فعالية كبيرة في علاج سرطان الدم، ففي الكثير من المرض المصابين بسرطان الدم والذين تم تجربة العلاج الجيني عليهم كانت النتائج تدل على تتضاءل أو انخفاض في نسبة الخلايا السرطانية بمعدل 85 في المئة خلال فترة قصيرة.
كما يمكن دمج هذا العلاج مع طرق العلاج الأخرى مثل العلاج الكيميائي أو زرع الخلايا الجذعية وذلك لزيادة فعالية العلاج وزيادة مقدار التحسن.
ولكن من سلبيات هذا العلاج أن مقدار استجابة المريض له يختلف من شخص لآخر حيث قالت الدكتورة ميليسا ألسينا، التي تقود برنامج زرع المايلوما المتعددة في مركز موفيت للسرطان في تامبا، فلوريدا، أن العديد من المرضى تستجيب بشكل جيد لهذا العلاج ولكن البعض الآخر لا يستجيب لهذا العلاج أو أن مقدار استجابتهم للعلاج يكون بسيط، ولكن مازال هذا العلاج قيد التطور والتقدم ونأمل بأن تطوير هذا العلاج سيحسن من القدرة الطبية في علاج سرطان الدم مما يخفف من معاناة مرضى سرطان الدم ويحسن من جودة حياتهم وقد يخلصهم بشكل تام من هذا المرض الخبيث.
المصادر:
Gene Therapy for blood Cancer Treatment: Past, Present and Future
Gene therapy may help fight tough-to-treat blood cancer
Medscape