لعلك تقصد في سؤالك، القصة المعروفة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما زار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان، ووجد أعرابياً عند قبره صلى الله عليه وسلم، يدعو الله عز وجل.
وهذه القصة باطلة، لا صحة لها، ولقد ذكرت في بعض كتب أهل العلم ولكن ليس كل ما يذكر في كتبهم صحيح تماماً، وإنما يذكرونها للتحذير منها، وإما أنه كما قال بعض أهل العلم جهلاً منهم في صحتها وعدم معرفتهم لعلة لها، وهذا يتوقف على طبيعة علم العالم، أو أنه يكون يذكرها في كتبه من باب أنه ينتمي لهذا الفهم وهذا الفكر الذي فيه الصوفية وفيه القبور.
وإذا ذكرت هذه القصة أمامك، فسأل من ذكرها، إذا كان ما يقوله صحيح، متى حدثت هذه القصة، في أي عام كانت هذه القصة؟ ما مشروعية زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل كانت عادة عند الصحابة مثلاً؟
والمقصد أن هذه القصة وغيرها من القصص الباطلة، أساسها جهل الناس بأحوال الصحابة، وقلة معلوماتهم الصحيحة عنهم.
وللتوضيح أكثر، فإن الباطل في القصة ليس زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا أمر تحث عليه الشريعة الإسلامية، ولكن الخاطئ هو هدف الذهاب بحيث طلب العون من الرسل صلى الله عليه وسلم وهو في قبره، وهذا الأمر الباطل، حيث أنه لا يجوز الاستعانة بالقبور ودعائهم بل التوجه إلى الله عز وجل في الدعاء.
حيث أن هناك كثير من الناس، وخصوصاً من ينتمي للطائفة الصوفية المنحرفة، يتبرك بقبور الصالحين، حتى يصل تعظيمهم لهم في محل العبادة، ودعاءهم وطلب حوائجهم منهم، وهذا أمر باطل، نفته الشريعة الإسلامية، لما فيه من تقليد للثنية، والأصل أن يتوجه الإنسان إلى الله عز وجل في دعائه وحوائجه.