الحديث صحيح / فقد ورد في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل) رواه الترمذي وأحمد وابن حبان، والطبراني، وصححه الألباني
- والحديث هنا يحثنا على التعامل مع الآخرين بلين ورفق لأن المسلم لينال باللين ما لا يناله بالغلظة والشدة ، وفيه الترغيب بملاطفة بعضهم بعضًا
- فمن النَّاس من يكون بمجالستهم في محافل الطَّاعة، وملاطفتهم قدر الطَّاعة. لين وسهل في قضاء حوائج الناس ، أو أنه يكون سمح القضاء، سمح البيع، سمح الشِّراء وأن يكون سمحا في كل شيء.
- ويمكن أن يكون سلوك الشخص اللين والحسن مدخلا إلى اكتساب اللين القلبي ، فقد شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له : ( إن أردت أن يلين قلبك ، فأطعم المسكين ، وامسح رأس اليتيم ) حسنه الألباني
- ويعتبر حسن الخلق عبادة عظيمة يغفل عنها بعض الناس والله أمر به ورغب فيه وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم عليه فقال: (مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ ...) رواه الترمذي كما قال الله سبحانه وتعالى ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).
- وينبغي على المسلم أن يكون لينا سمحا مع التعامل مع الناس . فقد تعجبت السيدة عائشة من موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استأذن رجل بالدخول عليه ، فنعته بقوله: (بئس أخو العشيرة ) ( فلما دخل ألان له الكلام) صحيح البخاري .
-فهذا ليس بالعجيب أن يكون هذا خلق وحال نبينا صلى الله عليه وسلم وهو القائل : (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانهُ، ولا ينزعُ من شيءٍ إلا شانهُ) رواه مسلم.
وعندما سأل رجلا النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال، أوجزها له في صفات ذكر منها : ( لين الكلام وبذل الطعام ... ) ( مسند أحمد ) .
-وقال الصديقي: تحرم على كلِّ قريب أي: من النَّاس بحسن ملاطفته لهم، ((هيِّن ليِّن)) قال في ((النِّهاية)): ((المسلمون هَيْنُونَ لَيْنُون))، وهما بالتَّخفيف،
-قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بِالْهَيْنِ اللَّيْن، مخفَّفيْن، وتذم بهما مُثَقَّلَيْن، وهيِّن: أي بالتَّشديد، فيعل من الهون، وهو السَّكينة والوقار والسُّهولة، فَعَيْنُه ، وشيءٌ هَيْنٌ وهَيِّنٌ، أي: سَهْلٌ. سهل. أي: يقضي حوائجهم ويسهل أمورهم)
-فاللين صورة من صور الرحمة يضعها الله في قلب العبد ، قال تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) سورة آل: عمران آية : 159
ومن هنا نجد بأن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان أرحم الناس بالصبيان والعيال ) ( صحيح الجامع
وقد نفى كمال الإيمان عن الذي لا يرحم الناس ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف شرف كبيرنا ) صحيح الجامع
كما حثنا الدين الحنيف على الرحمة بالمخلوقات لأن الرحمة بهم تكون من أسباب استحقاق رحمة الله في الآخرة ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من رحم ولو ذبيحة عصفور ، رحمه الله يوم القيامة) حسنه الألباني .
فينبغي على كل مسلم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة وباللين في كل شيء مبتدأ بعلاقته مع أسرته ومع الأهل وذوي الرحم ، من أجل المحافظة والتمسك بنيان الأسرة وصفاء أجوائها لذلك يجب أن يسودها اللين والرفق والكلام الطيب الحسن
، كما في الحديث :
( إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق ) . رواه أحمد