هذا الكلام مجرد خرافات لا أصل لها يحكيها بعض الناس بلا مستند ولا دليل بناء قصص مروية هنا وهناك فلا يجوز تصديقها وهي مخالفة لما جاء في النصوص الصريحة من مصير الروح بعد الموت.
فالصحيح أن العبد لما يصل مرحلة الاحتضار وقبض الروح يأتيه ملك الموت ومعه ملائكة آخرون معهم كفن للروح من أكفان الآخرة، فإن كان العبد محسناً كان كفنه حسناً، وإن كان مسيئاً كان كفنه قبيحاً.
ثم يبدأ ملك الموت بنزع روح هذا الميت، فإن كان محسناً كان نزعه هيناً سهلاً وخرجت روحه من جسده كما تخرج قطرة الماء من فم السقاء، وإن كان مسيئاً كان نزعها شديداً أليماً كما ينزع الشوك من الصوف.
ثم بعد نزعها تأخذها الملائكة المرافقون لملك الموت فيضعونها في الكفن فإن كان محسناً صعدوا بها إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء باباً تلو باب ويرحب بها في كل سماء، حتى تبلغ السماء السابعة فيكرمها الرب سبحانه ويقول اكتبوا عبدي في عليين وأعيدوا روحه إلى الأرض فمنها خلقتهم وإليه أعيدهم ومنها نخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه إلى قبره عند جسده ويبدأ هناك سؤال الملكين له من ربك ما دينك ومن نبيك، فيبثته الله ويجيب، فيوسع عليه في قبره ويفتح له باباً إلى الجنة فيأتيها من ريحها وطيبها، فيبقى مسروراً مستبشراً، وتبقى روح منعمة إلى قيام الساعة، ولها عدة تنقلات أحياناً تكون عند القبر وأحياناً تكون في الجنة على شكل طائر يعلق بشجر الجنة، وإن كان شهيداً كانت في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث تشاء.
أما إن كان مسيئاً فإن الروح بعد وضعها في كفنها يصعد بها إلى السماء الدنيا فلا يفتح لها بابها ويقال اكتبوا عبدي في سجين، ثم تهوي إلى القبر مع الجسد الذي كانت فيه، ويأتيه الملكان ويسألانه ذات الأسئلة الثلاث فلا يجيب فيضربانه وينهرانه ويضيق عليه في قبره ويفتح له باباً إلى النار فيبقى يقول رب لا تقم الساعة، وتبقى روحه في عذاب وشقاء إلى قيام الساعة.
فهذا مصير الروح وحالها بعد الموت، أما تعلقها بالبيت وبقائها فيه فخرافة لا أصل لها.
والله أعلم