إن كنت تواجه صعوبة في تعلم لغة أجنبية هذا لا يعني أبدًا أنك مختلفٌ عن غيرك، بل إن هذا هو الوضع الطبيعي للأمر. حيث أن تعلم .لغة جديدة يعني تعلم أحرف جديدة من الصفر، والتدريب على نطقها، واستخدامها في كلمات، ثم جمل، وحتى نهاية الأمر الذي لربما لا ينتهي. أن تكرر تلك الفترة التي بدأت تتعلم فيها لغتك الأم في طفولتك وقد وصلت اليوم إلى هذا العمر هو ليس أمرًا يسيرًا، لكن عليك أن تتأكد أنه ليس صعبًا كما تظن أبدًا.
قد يواجه أشخاص مشكلات إضافية أكثر من غيرهم لأسباب محددة. فغالبًا أنهم يرتكبون أخطاءًا معينة تجعل من تعلمهم مهمة عسيرة، هذا وإن لم تصبح مستحيلة. لذا ما سأحدثك عنه هنا هي الأخطاء التي من الممكن أنك ترتكبها وتقوم بعرقلتك عن الوصول لهدفك في التكلم بواسطة لغة أجنبية جديدة والتمكن منها واتقانها.
أولًا: اتباعك للنمطية في أسلوب تعلمك للغة الجديدة. ربما سيبدو لك الأمر غريبًا، إلا أن عملية التعلم عن طريق الإنتقال من الأبسط حتى التمكن منه إلى الأصعب؛ هو طريقةٌ خاطئة تمامًا. حيث أن دراسات وتجارب كثيرة اقترحت أن لا ننتظر وقت طويل في تعلم جزئية معينة بهدف التمكن منها كليًا قبل أن ننتقل للمستوى الآخر، نحن بهذا نضيع الوقت، ولا نصل إلى مبتغانا. بل إن الطريقة الأكثر فعالية تكون بتعلم المستويات العليا ثم تبدأ بإدراك الجزئيات الأدنى، وبطبيعة الحال فإن إدراك الكلّي يعني إدراك الجزئي. والنمط التقليدي الذي يتم اتباعه في المدارس لا يحمل فعالية حقيقة كبرى، بل يسبب تأخرًا واضحًا في التعلم.
ثانيًا: الاعتماد بشكلٍ مفرط على استخدام اللغة الأصلية (اللغة الأم). وهذا ما يفعله أي متعلم جديد للغة، إلا أن هذا الأمر يصبح خاطئًا فيما بعد، حيث يجب أن يأخذ المتعلم اللغة الجديدة بشكل كلي، حيث يحاول التفكير بها وليس فقط التحدث بها. حتى أن المعلم عليه أن يتوقف عن استخدام اللغة الأم في تعليمه، حيث أن هذه تستخدم في المرحلة الأولى فقط، ثم على الطالب تلقي أي حديث جديد باستخدام اللغة الجديدة. ولولا ذلك لن يحدث أي تطور بتعلم اللغة الأجنبية هذه، أو على الأقل سيكون التقدم بطيئًا جدًا.
ثالثًا: تجاهل الاستماع لمتحدثي اللغة الجديدة. وهذا خطأ كبير عليك الانتباه له وإصلاحه مباشرة. إذ أن الاستماع يساعد على إتقان النطق الصحيح للغة، ومعرفة كيفية استخدام الكثير من المفردات داخل سياقات مختلفة. ويكون الاستماع بكل بساطة عبر الراديو أو عبر التلفاز، حتى وإن شعرت أنك لا تستطيع فهم جميع ما تسمع. لكن الأذن في الحقيقة قادرة على إلتقاط الكثير، وبذلك فإنك تسهل على نفسك عملية التعلم هذه.
رابعًا: عدم خوض حوارات باستخدام اللغة الأجنبية الجديدة. وهذا أمر ليس أبسيطًا أبدًا، حيث أن التطبيق عن طريق التعرف على شركاء تعلم، أو متحدثين أصليين يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد. الجانب النظري وحده لا يكفي، ولا يمكنه تغطية الفروقات بين متعلم اللغة وبين متحدثها. وبالطبع فإن الاستعانة بشخص ذو مستوى أعلى في هذه اللغة يسهل عليك معرفة أخطائك، ويسرع عملية تعلمك للغة المحكية، ويجعلك أعلم باستخدام المفردات الصحيح بلا شك.
خامسًا: الخوف من ارتكاب الأخطاء. إن ظنك حول قدرتك للوصول إلى المستوى المطلوب من اللغة التي تريد تعلمها دون السقوط ولو لمرة واحدة هو أمر خاطئ تمامًا. لا شك في أنك ستنسى المفردات في بعض الأحيان، وقد تخطئ بالتهجئة واللفظ في أحيان أخرى، ولا بأس لنسيانك لبعض قواعد اللغة أو استخدامها بشكل خاطئ. إن كل ما سبق هي حالات محتمل حدوثها، ولن تتكرر في حال صححت هذه الأخطاء، وعملت جاهدًا على فهمها بطريقتها الصحيحة.