ما حكم النقود التي حصلت عليها من كتابة بحث لم أكن أعلم أنه مهمة لمعلم؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
  إذا كان يعرف أن ما يكتبه هو بحث مطلوب من طالب لمعلم أو دكتور جامعة وهو بحث واجب عليه درجات فهذا لا يجوز له أن يكتب له ويدخل في الحرام، إلا في حالة واحدة وهي أن يكون الطالب لا يستطيع الكتابة لعلة في يديه، فيقوم بإملاء ما يريد كتابته على شخص آخر ليكتبه.

- وحكم النقود التي يحصل عليها حرام.


- وما يقوم به البعض الآن (مكاتب خاصة) بكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه بالأجرة للطلاب فهذا لا يجوز شرعاً ويعتبر غش وخداع ويؤدي إلى أن ينجح الطالب ثم يتوظف بمنصب وهو غير مؤهل له، مما ينتج عنه وضع الرجل غير المناسب في المكان الغير المناسب!! ومما يترتب عليه فساد إداري ومالي كبير في المجتمع.

-كذلك الأبحاث التي يقوم دكاترة الجامعة بعملها لبعضهم البعض أو عن طريق مكاتب متخصصة من أجل الحصول على زيادة ترقية علمية وزيادة في الراتب وهو في واقع الأمر لا يستحق ذلك، ويعتبر هذا الفعل من الغش والتزوير فلا يجوز فعله، وللمال المأخوذ عليه حرام.

- وحري بالمسلم أن يتقي الله تعالى في علمه وماله الذي سيسأل عنهم يوم القيامة:
- عن علمه ماذا عمل به؟ هل حصل هذا العلم بتعبه وجده واجتهاده؟ أم من خلال الغش والخداع والسرقة العلمية؟ ثم يقال عنه العالم الفلاني أو الدكتور الفلاني، وخاصة في المجال الديني فيتصدر الفتوى وهو جاهل كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا) متفق عليه.

وعليه: فلا يجوز شرعاً كتابة بحث لطالب مدرسة أو جامعة من أجل أخذ عليه علامة ويعلم الذي يكتب بذلك فما يأخذ عليه من أجره فالكسب هنا محرم، لأنه من باب التعاون على الإثم والعدوان. قال الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)
-أما إذا كان لا يعلم فلا حرج عليه.

- وحري بالمسلم أن يتحرى الكسب الحلال الذي أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث:
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أَكَل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا مِن أن يأكُل مِن عَمَلِ يَدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليه السلام كان يأكُل مِن عَمَلِ يَدِه) رواه البخاري

- وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم: (لأنْ يأخُذ أحدُكم أَحْبُلَهُ، ثم يأتي الجبَل، فيأتي بحزمة مِن حطب على ظهره فيبيعها، فيكفَّ اللهُ بها وجهَه خير له مِن أنْ يَسأل الناسَ؛ أعطَوْه أو منعوه) رواه البخاري.