الأصل في موضوع الزواج في الإسلام هو المحاولة على قدر الإمكان المحافظة على بيت الزوجية وعلى الإستقرار والعيش بسلام وذلك يتطلب من كلا الطرفين وخاصة من الزوجة الصبر والعفو والتسامح لأن المرأة بطبيعتها تميل إلى الحنان والرقّة وهي أقدر على استيعاب الرجل ومشاكله بحب ورحمة لحنانة قلبها وسعة شفقتها على أسرتها.
أما الإدمان على الخمر فهو من الكبائر فإذا ابتليت الزوجة بزوج مدمن على الخمر فلها أن تنصحه وأن تبذل جهدها لهدايته والدعاء له بالصلاح والتوبة والهداية من الله تعالى ولها أن تستخدم كل الوسائل المتاحة لها وأن تستعين بأهله وأهلها والمقرّبين منهم من الأحباب وأصدقاء العائلة وتدوم على ذلك مدة فقد يتطلّب الأمر وقتا أطول.
فإذا لم يُجدِ ذلك نفعا فالأفضل أن تصبر ما دام لا يلحق بها من إدمانه على الخمر ضرر أو أذى. لكن إذا تسبَّب لها ذلك بالضرر والتعرُّض للضرب والإهانة خلال سُكره وغيبته عن وعيه فلها في هذه الحالة أن تطلب الفراق إلى أن يتوب ويرجع إلى رشده.
أما في حال عدم الإنفاق عليها وعدم تأمين أساسيات الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن فلها أن تطالب بحقوقها وإن تصبر خيرٌ لها عسى الله أن يجعل لها فرجاً قريباً ومخرجا فلتلجأ إلى الله وتدعوه ليل نهار وتكثر من الإستغفار والصلاة على النبي المصطفى المختار التي بها تُقضى الحاجات وتفرّج الكربات وتُستنزل الرحمات.