ما تأثير العوامل البيئية على تطوير اللغة عند الأطفال؟

للعوامل البيئية أثر كبير على تطوير اللغة عند الأطفال بشكل كبير جداً، أقول هذا بعد تجربة مع ابن أختي... فهو يعاني من ضمور في الدماغ مما جعله لا يستطيع القيام بوظائف معينة كالمشي والكلام كما أن إدراكه ضعيف أيضاً. ومنذ سنوات وأنا أرافقه مع والديه في رحلة علاجه وتأهيله، ومن الجلسات التي يأخذها ابن أختي "عمر" هي جلسة النطق التي أحضرها باستمرار لأتمكن من التعلم من المعالجين وتطبيق نصائحهم مع "عمر" في المنزل، وقد لاحظت تطوراً - ولو بسيطاً بسبب وضعه الصحي- في النطق لديه أو على الأقل تمييزه للأشياء ومسمياتها عندما تقال أمامه عندما بدأنا في الأسرة نتحدث معه ونعرضه لخبرات وتجارب تغني حصيلته اللغوية، وهيأنا البيئة المناسبة لتعلمه واكتسابه مهارات لغوية بسيطة... فعندما كنا نتعامل معه كأنه طفل لا يفهم شيئاً فلم نكن نتحدث معه ولا نكرر اسم العنصر الذي نريد أن نعرضه عليه لم يكن يميز شيئاً أبداً، ولكننا عندما أصبحنا أكثر وعياً بتأثير من حوله عليه وتأثير تكرار المفردات والجمل وحتى الحديث معه كالكبار وتغيرت البيئة من حوله، أصبح الوضع أفضل؛ فهو على الأقل اليوم يفهم علينا عندما نسأله إن كان يريد شرب الماء فيقول "آه" إن كان يرغب بها، ويهز برأسه معبراً عن عدم رغبته، كما أنه يؤشر على بعض الأشياء عندما نطلب منه التأشير عليها كالكرسي والطاولة والصحن وبعض الأغذية... هذا يعني أن حصيلته اللغوية قد تحسنت فأصبح يميز بعض العناصر الضرورية في حياته.

فللبيئة أثر مهم جداً في تطور لغة الطفل؛ فالطفل الذي يعيش في محيط يتحدث فيه الناس معه وينطقوا أمامه بعض المفردات ومسميات الأشياء ويسمحوا له بالحديث والتعبير، ولا يسخروا منه عندما يخطئ في اللفظ، بل يشجعونه ويدعمونه تتطور لغته فيستخدمها بشكل أفضل من الطفل الذي لا يتكلم معه أهله لانشغالهم عنه، أو اعتقاداً منهم أنه ما زال صغيراً ولن يفهم عليهم، أو لأنهم يسخروا منه بسبب عدم تمكنه من نطق بعض الحروف أو الكلمات كما يجب.

قالت لي والدتي مرة أنها كانت تحدثني منذ أن كنت ما أزال جنيناً في بطنها وتعبر لي هي وأبي عن محبتهما لي وشوقهما للقائي، كما أنني ما زلت أتذكر أن والدتي كانت تشاركني الحديث عن مجريات يومها في العمل والمشكلات التي واجهتها مع أنني كنت ما أزال صغيرة، وعندما كبرت أصبحت أشارك ابن أختي "عمر" وأقول له ما يحصل معي مع أن إدراكه ضعيف، ولكنني مؤمنة تماماً بأنه سيتحسن وأن ما أفعله معه سيجعل إدراكه يتحسن ليعرف ماذا يجري في العالم من حوله، كما سيحسن لغته الاستقبالية على الأقل، فعندما استقلت من عملي كمسؤولة برامج في إحدى الإذاعات الأردنية استشرته وأخذت إيماءة منه تدل على موافقته لي في الرأي. وعند اعتراضي على أخصائية النطق التي تعطيه الجلسات في مركز التأهيل الذي يداوم فيه عمر تكلمت عن هذا الموقف للمسؤول واشتكيت أن  الأخصائية لا تتكلم معه كما يجب خلال الجلسة... فكيف ستساعده على تنمية جانبه اللغوي؟!

كما أود أن أشير لأمر تعلمته وهو أن عليك التحدث مع طفلك بلغتك أنت وليس بلغته "لغة الأطفال" ليعرف المفردات الصحيحة؛ فلا تقل له "أكلت هم" مثلاً وقل له "أكلت الساندويش"، وكذلك عليك أن تستمع له وتسأله عن مجريات يومه وتناقشه بما يقول وتسأله بعض الأسئلة التي تدل على اهتمامك وفهمك لما يقول لتزيد ثقته بنفسه وتشجعه على الحديث والتعبير والتواصل.

شجعوا أبناءكم على استخدام اللغة والتكلم والتواصل والتعبير... فليس هناك غصة في القلب أكبر من أن ترى طفلاً يشتهي طعاماً معيناً ولا يستطيع إخبارك بهذا ولا طفلاً متألماً ولا يستطيع التعبير عن ألمه، فقد مكثنا سنوات نعتقد أن ابن أختي يعاني من ألماً في معدته بسبب كثرة الأدوية، ولكننا اكتشفنا في النهاية أن الألم كان بسبب حصوة في كليتيه ولكنه لم يستطع التعبير.

للبيئة دور و عامل مهم في تطور اللغة بشكل سليم عند الطفل, فمثلا إذ وضه الطفل في بيئة تعليمية ممتازة تراعي قدرات الأطفال العقلية و تراعي تطرهم بشكل سليم, سيتعلم الطفل مفردات لغوية أكثر مما سيثري مخزونه اللغوي, و عندما يتم إثراء مخزونه اللغو ي يتاح له التفكير بأمور اكثر من الاطفال العاديين.. ايضا يجب على الطفل ان تنمو اللغة الأم عنده بدون تشويش من اي لغة ثانية, اي مثلا اذ كانت بيئة المنزل تتحدث العربية و بيئة التعليم تتحدث الإنجليزية فهذا ليس صجياً للطفل, فاثبت الدراسات بأن الأطفال الذين ينمون بدون وجود لغة اساسية لديهم مشاكل في الإستيعاب و الإستماع و التفكير الداخلي و ما إلى  ذلك  

إن العوامل البيئية يكون تأثيرها كبيرا على تطوير اللغة عند الأطفال فمثلا الطفل الذي يشجعه الأهل على التحدث ويحادثونه باستمرار وتتاح له الفرصة بالاختلاط بالأطفال الآخرين والتحاور معه سيزيد ذلك بالطبع من قدرته اللغوية وتطوير اللغة لديه يكون بشكل ملحوظ وأكبر من الأطفال الذين تكون البيئة المحيطة بهم غير محفزة على الكلام .

البيئة من حول الطفل هي من اهم العوامل التي تؤثر على لغة وتطور مهارات الطفل, لنذكر أمثلة على ذلك

طفلك يلعب بوحده بالعابه دون مساعدة من أحد, طول اليوم, الام على الهاتف, والطفل يلعب , لا يوجد حوار بينهما, فهنا الطفل لن يتعلم كلمة جديدة

ولو ذكرنا المثال بطريقة أخرى:
1- بيئة المنزل: الاب والام يلعبان مع الطفل بأسلوب تعليمي شيق, هذه سيارة, لونها أزرق, لها 4 إطارات, تمشي بسرعة, صوتها هكذا.... والخ من القصص, الطفل في هذا المثال يتعرض للاتي: 
- كلمات جديدة مع الاهل      - أصوات جديدة      - قضاء وقت ممتع مع الاهل

2- بيئة الخارجية: الطفل لا يخرج لحديقة فقط على البلكونة دون اللعب مع والدته ولا محادثة او حوار الطفل لا يتعلم شي جديد فقط يتابع

المثال في صورة أخرى سواء في الحديقة او البلكونة الام والأب يبدأون بهذا الحوار, هيا لنخرج للعب في الحديقة او البلكونة, هناك شمس دافءة, وسماء لونها ازرق, وهناك شجرة كبيرة عليها ثمار لونها أخضر ..., الخ

الطفل في هذه البيئة يتعلم ومفاهيم مفردات ومستطلحات جديدة 

دائما البيئة التي يتواجد حول الطفل بغض النظر عن كيفيتها, اا كان هناك من يدير جوار شيق مع الطفل سوف يتعلم مهارات جديدة بالتأكيد ويتطور من لغته بطريقة تدهشك

مثلاً الحرمان الأسري للطفل يؤثر كثيراً في نمو اللغة لذا الطفل فهو لن يجد من يتابعه ويتحد معه وكذلك لن يجد من يصحح أخطائه بالإضافة إلى الجو النفسي السلبي المشحون بالخلافات بين الزوجين من أهم التأثيرات البيئية للطفل التي تؤخر نموه .

كذلك حجم الأسرة من أبرز المؤثرات ستجد الطفل في الأسرة الكبيرة جصيلته اللغوية غنية أكثر من الطفل الذي يوجد في أسرة عدد أفرادها قليل.

غالباً يكون الطفل عنده إستعداد جيني على التطور اللغوي لكن يوجد حالات من الاطفال ممكن أن يتأخروا في التحدث بسبب عوامل 
1 - عوامل صحية
2 - عوامل نفسية 
3 - عوامل فكرية 
4 - عوامل إدراكيه 
5 - عوامل بيئية , مثل وجود في بيئه الطفل لغتين ( إزدواجية اللغه ) فعندها تكون لغتهم غير صحيحه 
أو وجود بعض الاطفال في بيئه لا يوجد فيها التحدث بكثره ولا يقومو الاهل بالتحدث مع أطفالهم فهذا قد يؤثر على الطفل فيتأخر في اللغه لعدم تطورها عنده 
ويوجد حالات مثل الافراط في دلال الاطفال ايضا ممكن ان يؤثر دلك على لغة الطفل