يعد عصر النهضة حركة ثقافية استمرت من القرن الرابع عشر الميلادي إلى القرن السابع عشر تقريباً. وكانت بدايتها في أواخر العصور الوسطى من دولة إيطاليا ثم أخذت في الانتشار إلى باقي أنحاء أوروبا. وعلى الرغم من اختراع حروف المونوتيب , وتوافر مادة الورق التي ساهمت في انتشار الأفكار بسرعة أواخر القرن الخامس عشر، إلا أن التغييرات التي حصلت في عصر النهضة لم تنتشر بشكل وبوقت موحد في جميع أنحاء أوروبا. وشهد عصر النهضة ازدهاراً في الأدب -كونه حركة ثقافية- باللغات المحلية إضافة للإبداع في الأدب اللاتيني بداية من القرن الرابع عشر، ونهضةً في التعلم الذي يعتمد على المصادر الكلاسيكية, وهذه بعض من مظاهر وخصائص النهضة الأوروبية:
أولاً: ظهور الدول الحديثة
وكان ذلك من خلال تطوير أساليب الحكم، وساعدهم في ذلك الأفكار الحديثة مثل افكار المفكرين مكيافيلي ,وجون , وهوبس , إضافة لتدفق الثروات الناتجة عن الاكتشافات الجغرافية الكبيرة، واستغلال مناجم الفضة و الذهب للقارة الأمريكية، خاصة من طرف كل من البرتغال وإسبانيا في البداية.
ثانياً: انحلال الإقطاع
سار نظام الإقطاع في فترة عصر النهضة نحو طريق الزوال و التلاشي نتيجة وفاة عدد كبير من أمراء الإقطاعيين خلال الحروب الصليبية، وانصراف بعض الإقطاعيين إلى مهنة التجارة، فتم تحرير الفلاحين والأقنان ولم يتمكن من ظلّ من الإقطاعيين من القدرة على مقاومة التغيرات التي حصلت بسبب النهضة.
ثالثاً: إحياء الدراسات القديمة
أما بالنسبة لعصر الانحطاط , فإن الانحطاط الاجتماعي كان مفهومًا قد أثر على نطاق كبير عند نقطة إلتقاء بين العلوم البيولوجية والاجتماعية في القرن التاسع عشر. حيث خشي الانحطاطيون أن تكون الحضارة في حالة تراجع واندثار وأن أسباب التراجع هذه تكمن بشكل أساسي في التغيّر البيولوجي. وفي كثير من الأحيان ارتبطت مفاهيم الانحطاط مع المواقف السياسية الاستبدادية الظالمة، بما في ذلك العنصرية العلمية والعسكرة ، وكذلك كان الأمر مع المخاوف من موضوع التراجع القومي.
وتم تعريف معنى الانحطاط تعريفًا ضعيفًا، ويمكن وصفه أنه تغيّر الكائن الحي من شكل كثير التعقيد إلى شكل أقل تمايزًا وأبسط ، كما يرتبط بمفاهيم الانحدار البيولوجي للقرن 19. وكان التركيز بشكل زائد على الانحطاط يعكس حالة التشاؤم والقلق تجاه مرونة الحضارة الأوروبية, وانهيارها وانحدارها الوشيك.