خط التيفيناغ هو نظام كتابة أبجدي يُستخدم اليوم لكتابة اللغة الأمازيغية في كل من الجزائر والمغرب، وهو ذو تاريخ عريق في منطقة شمال أفريقيا يعود إلى الفترة الممتدة من القرن الثالث قبل الميلاد حتى القرن الثالث بعد الميلاد. وضع الخبراء عدة نظريات لتفسير نشأة هذا الخط، والفرضية الأرجح هي تأثره بالأبجدية الفينيقية، لكنّ أشكال الحروف مغايرة للأحرف الفينيقية مما يفسح المجال لاحتمالية نشأة خط التيفيناغ بصورة مستقلة، وكذلك من الممكن أن يكون المتحدثون باللغة الأمازيغية قد اقتبسوا مبدأ الكتابة الأبجدية عن غيرهم من الشعوب ومن ثم ابتكروا أشكال الحروف الخاصة باللغة الأمازيغية. يشهد عدد كبير من النقوش المكتشفة (يزيد عن 1200 نقشاً) على شيوع استخدام خط التيفيناغ في شمال أفريقيا في الماضي القديم، وهذه النقوش منتشرة في المنطقة الممتدة بين البحر المتوسط ونهر النيل والنيجر وجزر الكناري، مع تركز كثيف في تونس والمناطق الجزائرية المحاذية. نميز صيغتين أساسيين لهذا الخط: خط شرقي تمتد منطقة انتشاره باتجاه الغرب حتى الجزائر، وخط غربي يتصف بتضمنه لعدد أكبر من الحروف مقارنةً بالخط الشرقي. تمكن الخبراء من فك رموز الخط الشرقي وتحديد كفية نطق الحروف في الماضي بصورة دقيقة، في حين لا تزال الدراسات مستمرة لفهم الخط الغربي بصورة أفضل. ونرى اليوم إعادة إحياء نظام الكتابة العريق هذا برعاية المؤسسات الحكومية الجزائرية والمغربية، مع الحرص على استخدامه في مجالات الحياة العامة على اللافتات والوثائق، ولا تزال الجهود متواصلة لتعزيز مكانة هذا التراث الغني بما يواكب متطلبات الحياة الحديثة.