هذه المقولة ليست بحديث، ولكن معناها صحيح:
- ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب...)
- ونقل النووي رحمه الله في "التبيان في آداب حملة القرآن" عن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله أنهما قالا: (إن لم يكن العلماء أولياء الله، فليس لله ولي).
- وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر رحمه الله: (اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، "فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
- ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: "طالب العلم له شأنٌ عظيم، وأهل العلم هم الخلاصة في هذا الوجود، أمَّة الإسلام أمة القرآن، الطَّعن في العلماء عاقبتُه وخيمة، ومآل أهله الذلَّة والخسران".
- فلا بد من التثبت من أقوال العلماء قبل الطعن فيهم وطرق التثبت هي :
1- في البداية فعلى كل مسلم أن يحترم أهل العلماء ويقدرهم، وأن يعرف لهم قدرهم ومنـزلتهم التي أكرمهم الله بها، وأن يمسك لسانه عن الطعـن فيهم والتشهير بهم، فلحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة.
2. يجب أن نعلم أنه لا أحد من البشر معصوم سوى الأنبياء فكل إنسـان يؤخذ من قوله ويـرد إلا المعصـوم صلى الله عليه وسلم، والواجب على من رأى خطأ لعالم أو زلة أن يسعى بالنصيحة والبيان، لا بالتحامل والتشنيع والتشهير، فإن هذا يمنع في حق عامة الناس، ومنعه في حق العلماء من باب أولى، صيانة لهذا المنصب الشريف، ومنعاً لاجتراء العامة على أهله.
3- العلم بأن الاختلاف بين البشر سنة من سنن الله تعالى، ولم يزل العلماء يختلفون ويتناصحون ويتناظرون ويكتبون في الرد على المخالف مع التزام الأخلاق الحميدة، وصفاء النفوس من الأحقاد والضغائن، وأن سبب اختلاف العلماء هو الرحمة بالناس ورفع الحرج عنهم.
4- لا يجوز الغلو في العلماء ورفعهم فوق مكانتهم، وأتباعهم في زلاتهم، والانتصار لأقوالهم بغير حق.
5- ولا يجوز كذلك تتبع عورات العلماء، ورميهم بما ليس فيهم.
6- أن العلماء الذين يستنبطون الأحكام الشرعية ينقسموا إلى قسمين:
-منهم من يركز على الأثر والدليل الشرعي فقط .
- ومنهم من يركز على الدليل ويربطه بالواقع ويجتهد فيه ويقيس عليه .
فيؤخذ من هذا حسب رأيه، ويؤخذ من هذا حسب اجتهاده ولا نعيب رأي على رأي.
7- وإذا كان الكلام عن العالم بقصد المصلحة الشرعية وبيان الخطأ بصورة محترمة، فلا مانع منه بل إن ذلك مطلوب شرعاً، فعلى من علم شيئاً من دين الله أن يبينه للناس، وإذا سمع أن أحد العلماء أخطأ فعليه أن يبين خطأه بحكمة واحترام مصحوب بالدليل الشرعي وأقوال العلماء فيه. ومن هذا القبيل كان السلف الصالح يرد بعضهم على بعض باحترام وكذلك الأئمة الكبار، وكان علماء الحديث يبينون خطأ هذا الراوي وصحة رواية الآخر.
- ولكن هناك أصناف ممن يسمون أنفسهم علماء، يجب الحذر منهم ومن صفاتهم:
1 - أنهم يُحرِّفون كلام الله تعالى ويفسرونه وفق أهوائهم ومراد نفوسهم، أو لمحاباة ومداهنة الآخرين.
2 - أو أنهم يكتمون كلامَ الله تعالى ليجلبوا لهم مَغنمًا، أو ليدفعوا عنهم مَغرمًا.
3 - يستغلون العلم والتدين طمعًا في زخارف الدنيا وحطامها.
4 - يفتون الناس بغير علم ويستحلُّون الأموال ويأكلونها بالباطل دون مُراعاة حرمة ولا عهد.
5 - يشوشون صورة الإسلام ويصدُّون عن سبيل الله بما يصدر منهم من سلوك معوج، أو بما يصدرون من أحكام شاذة وفتاوى مُضلَّة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.
- وللمزيد يمكنك مراجعة : (
موقع قصة الإسلام )