ما الفرق بين الفلسفة العقلانية والفلسفة التجريبية ومن هم رواد كلا الاتجاهين

يتجلى الفرق الأساسي بين كل من الاتجاه العقلاني واتجاه التجربة في الفلسفة بمصدر توليد المعرفة لكل اتجاه فلسفي، فيزعم أصحاب الاتجاه العقلاني أن مصدر المعرفة هو الفطرة أي أن المعرفة سابقة للتجربة والخبرة، ويشكك أصحاب الاتجاه العقلي بالحواس زاعمين تحيز التجربة للحواس وأنهم لا يثقون بها كمصادر للمعرفة، لأن التجربة بالحواس تختلف من شخص لآخر والأشخاص حتماً فلا يمرون بالتجارب ذاتها في حياتهم فمنطقيًا أن نتائج تجاربهم هذه ستختلف. فالأشخاص الذين يعانون من مشكلات أو اضطرابات عصبية ستكون ردات أفعالهم تجاه الأحداث مختلفة مقارنة بأشخاص طبيعيين. 

 عوضاً عن الإدراك الحسي، يثق أصحاب الاتجاه والفلسفة العقلية بالعلة أو "السبب". فـدون علة أو سبب، سيكون العالم مجموعة كبيرة مختلطة من الألوان والضوضاء التي لا يمكن تقسيمها بشكل فاعل أو فهمها بشكل جيد وكامل. ويصفها الفيلسوف رينيه ديكارت بما يقوله "أنا أفكر، إذا أنا موجود".

إذن ببساطة، التفكير والتفسير المنطقي أمر أساسٌي للوجود الإنساني. وتعد هذه الحقيقة الفلسفية أن الذات يمكن فهمها بشكل كامل ببساطة عن طريق تحقيق هذه الذات لنفسها. ويعد كل من الفيلسوف سقراط والفيلسوف رينيه ديكارت من أبرز رواد الفلسفة العقلية. 

أما الفلسفة التجريبية أو ما تسمى "بالفلسفة الإمبيريقية" هي اتجاه فلسفي يؤمن أصحابه أن المعرفة عند الإنسان تأتي عن طريق الحواس والخبرة وبشكل كامل، ويرفضون أفكار الاتجاه العقلي بأن المعرفة مصدرها فطري وسابق للتجربة، فبذلك هم يزعمون أن الخبرة تأتي بالمقام الأول في تعلم المعرفة وبهذا نلاحظ تضاد الأفكار بينهما فكلا الاتجاهيين يرفض شكل اكتساب المعرفة عند الاتجاه الآخر.

وكلمة"إمبيريقية" تعبر عن الخبرة العملية، وهذه الخبرة يكون مصدرها الأساسي هو الحواس، وينتج عن ذلك أن المعرفة الإنسانية تُستمد من مرورها بالحواس هذه لتصبح بهذا قابلة للتحقق من صحتها، ومصطلح الإمبريقية يشير إلى كل ما يتعلق في دراسة المجتمع الإنساني عن طريق الاحتكام إلى الواقع الذي نحسه، في اختيار المشكلة ثم جمع الحقائق أو القيام بتصنيف البيانات وتحليلها على حد سواء. ومن أبرز فلاسفة هذا الاتجاه كل من توما الإكويني، أرسطو، روجر بيكون، توماس وفرانسيس بيكون.