يوجد علاقة متبادلة بين اضطرابات النوم والإدمان على المخدرات، فالأشخاص المصابين باضطرابات النوم تزداد احتمالية إدمانهم على نوع معين من المخدرات، ومن الناحية الأخرى الأشخاص المدمنين على المخدرات تزداد احتمالية إصابتهم باضطرابات النوم مثل الأرق.
وهناك عدد كبير من اضطرابات النوم التي تؤثر على حالة الشخص النفسية مما قد يدفعه لتعاطي بعض المواد المخدرة ظناً منه بأن هذه المواد ستساعده بما في ذلك الأرق، والنعاس أثناء النهار، باراسومنيا وتوقف التنفس أثناء النوم، وبالجهة الأخرى يرتبط حدوث اضطرابات النوم مع مواد مواد عديدة من المخدرات والمواد الإدمانية مثل الكحول، القنب والنيكوتين والكافيين والكوكايين، تسبب هذه المواد تعطل في الآليات المنظمة لعملية النوم خاصة في المرحلة الأولى من النوم، وذلك عن طريق تأثيرها على عدد من أنظمة النواقل العصبية، بما في ذلك الأسيتيل كولين والدوبامين وحمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) والغلوتامات والنورادرينالين والأوريكسين.
لذا من المهم عدم إهمال حالات اضطرابات النوم فتشخيص هذه الحالة وعلاجها بشكل مبكر يؤدي نتائج نفسية أفضل من خلال دمج استراتيجيات تعزيز النوم ويقلل احتمالية الإصابة بالإدمان.
العلاقة بين أنواع مختلفة من المواد الإدمانية واضطرابات النوم هي:
تناول المواد الإدمانية مثل الكحول وغيرها يعجل من نوم الشخص في بداية الأمر، ولكن خلال بقية الليل فإن المواد الإدمانية تؤدي إلى تجزئة النوم مما يمنع الشخص من الوصول إلى مرحلة النوم العميق، تعاطي المواد الإدمانية بشكل مزمن يؤدي إلى الكمون لفترات طويلة من النوم، وانخفاض عام في وقت النوم، وانخفاض كفاءة النوم، وانخفاض حركة العين السريعة (REM) النوم، وصعوبة الحفاظ على النوم، والاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل، وهذا يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب خلال اليوم.
يعاني 36 في المئة من الأشخاص المدمنين على المخدرات من الأرق ومن الجدير بالذكر أنه حتى بعد أسابيع أو أشهر من الامتناع عن تناول هذه المخدرات قد يستمر هذا الأرق، وهذا قد يعرض المرضى الذين يتعافون من الإدمان لخطر العودة إلى تناول هذه المواد، كما أن المرضى الذين يعانون من الأرق هم في خطر الإصابة بمشاكل نفسية أخرى مثل الاكتئاب.
قد يسبب الإدمان على المخدرات أيضا زيادة مقاومة مجرى الهواء العلوي أثناء النوم مما يؤدي إلى الشخير.
المصدر:
Relationship between sleep disturbances and addiction