ما الرواية التي قرأتها وأصابتك بالاكتئاب؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
         يا لصعوبة هذا السؤال بالنسبة لي. فأنا كما يقال دودة كتب مجتهدة. فأقرأ ما تقع عليه عيني وتلمسه يديّ وتسمعه أُذُناي. لكن كان من الصعب أن أحسم بالضبط الرواية التي تحتل المركز الأول في قرارة نفسي. لكنني سأكتفي بروايتين أقضّتا مضجعي.

         قرأت الكثير من روايات أدب السجون، حتى إذا ما عرفتُ بأمر رواية القوقعة: يوميات متلصص، لمصطفى خليفة بالمصادفة البحتة من خلال التقليب في محركات البحث.، لأبدأ على الفور بقراءتها إلكترونيًا- مع أني لا أفضل إلا الكتاب الورقي-.  إذ شدتني مقدمتها، ووجدت فائضًا من المفارقات والملابسات، مزيجًا من الألم القاتل والسعادة الفجّة. مزيجًا من الدهشة حتى البلاهة ومن الوجوم حتى البكاء. كل كلمة ونقطة وجملة كنت أتجرع بها المرارة ولكأنها رواية من الجحيم. من اقتباساتها: “أتجوّل هائمًا على وجهي في الشوارع و الطرقات والحدائق، حولي الكثير من الناس، لكني لا ألحظُ الوجُوه !أحسُّ الناس كتلة هلامية، أو كتلة أثيرية، جزء من الهواء المُحيط بي. لا أُلاحِظُ شيئًا أو وجهًا !فالإنسانُ عادةً لا يَرَى الهواءَ المُحيط به !”

      الرواية الأخرى كانت القاتلة! بعد انتهائها جلست أحدق في الحائط لعدة ساعات. ثم استمرت هذه الحالة مدة أسبوعين كاملين، أسأل نفسي: لماذا؟ كيف ذلك؟ هل يعقل؟! بقيت مذهولةً مدهوشةً مفجوعةً بكل ما قرأت، حتى أصبت بحالة من الوجوم والقلق صاحبها صمت وصدمة. هذه الرواية هي لا تخبري ماما لتوني مغواير ثم بعدها بسنتين اكتملت المأساة بقراءة الجزء الثاني تركوا بابا يعود

      هاتان الروايتان المأساويتان  لتوني مغواير تركتا صديدًا في قلبي، وجرحًا في نفسي، وقد تكون المرة الأولى التي تأثرت- بعد هذا العمر الحافل بالقراءة- بها بعد قراءةرواية ما بل بسيرة ذاتية خطّت بها الكاتبة آلامها ومكنونات صدرها تجاه عمل لم يكن لها به أي ذنب، ولم يكن الأمر كذلك فقط، بل حاربها الجميع وهي الشاةُ والضحية، وأطلقوا ذاك الجزار الجاني، لتمضي بعدها حياةً قاسية لتتجرع مرارة عودة ذلك الوحش مرة أخرى. قد يشفع لها نهايةً تمردها على ما حدث لها، لكن الألم، الألم كان فوق الاستطاعة.

   الآن شعرت ببعض الراحة، بعد تفريغ شحنات الغضب التي كتمتها طوالًا، والتي جعلتني نهايةً أعزف عن قراءة الروايات، والعودة للكتب التاريخية والسياسية والدينية، فهي أقل وطأةً مما قرأت.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة