الزواج سنة شرعية أوجبها الله تعالى على خلقه وهو الطريق الوحيد للتناسل الذي يريده الله تعالى بين خلقه
وبه يحفظ النسل ويحافظ على الوجود الإنساني
وبالنظر إلى النسبة بين الذكور والإناث فالأكثر عددا الإناث وبناء عليه :
التعدد يناسب العدد بين الرجال والنساء : فالرجال في الحروب والأعمال الشاقة والتعرض للموت أكثر والنساء في تحمل الأعباء الأسرية ومتابعة النسل أكثر
وهي من حكم الله تعالى في الوجود مثل قوامة الرجل على المرأة
فظاهرة التعدد للزوجات موجودة قبل الإسلام كما ذكر ابن كثير في كتابه
( قصص الأنبياء ) :
[ وقد آتى الله تعالى النبي سليمان بن داود ألف امرأة منهن 700 زوجة و300 جارية وكان لداود عليه السلام مائة امراة منهن امرأته أوريا أم سليمان بن داود عليهما السلام ] ا.هـ
وكانت العرب تعدد أيضا فهي ظاهرة اجتماعية منتشرة ولم يأت بها الإسلام استثناء
وكل هذا يناسب تكاثر البشر على الأرض وانتشارهم فيها واستعمارهم لها
والاستخلاف الذي يريده الله تعالى للإنسان فيها
وأما زواج النبي :
فالنبي صلى الله عليه وسلم تزوج في شبابه بامرأة ثيب تكبره بـ 15 سنة هي السيدة خديجة ولم يتزوج عليها في حياتها مدة 25 عاما
ثم لشدة حزنه على وفاة خديجة كان الرأي ( خولة بنت حكيم ) أن تُخطب له ثيب وبكر وكان الاختيار للثيب وهي كبيرة في السن السيدة سودة بنت زمعة
والثانية البكر وهي الوحيدة التي تزوجها بكرا وهي السيدة عائشة
وباقي أزواجه ثيبات وأرامل وأمهات تناسب ظروفهن من استضعاف أو إيواء أو تعزيز أو مصاهرة الناس للترابط بين الناس وهي من مقاصد المصاهرة
فالعدد ليس مطلوبا لذاته ثم حرم عليه غيرهن قال تعالى :
"لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ ... (52) " سورة الأحزاب
وأما زواجه من أم المؤمنين عائشة فقد كانت خطبتها من الله تعالى وحي رآها في رؤيا صادقة :
" أُرِيتُكِ قَبْلَ أنْ أتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ : رَأَيْتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ فَقُلتُ له: اكْشِفْ، فَكَشَفَ فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُنْ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ، ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَقُلتُ: اكْشِفْ، فَكَشَفَ، فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ " متفق عليه
وقد كان هذا الزواج نفعا عظيما على الإسلام والمسلمين لأنه نموذجي في حل الخلافات البيتية
وكذلك نفعه في نشر العلم النبوي في البيت النبوي وكل أزواجه شاركن في هذا العلم الذي لا يعلمه العالم الخارجي حتى الصحابة
وقد كانت أم المؤمنين أخص من نشر هذا العلم ومصدرا لكثير من الصحابة كبارا وصغارا ورجالا ونساء فرضي الله عنها وعن أبيها
وجزاها الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء