ما الحكمة الإلهية من إخفاء ساعة الموت؟

حتى لا يؤجل الإنسان عبادة الله والتقرب إليه إلى آخر لحظة في حياته، ويقضي بقية حياته في اللهو والمعاصي بحجة أن الله يغفر الذنوب جميعا ويتوب الى الله في آخر عمره.

إن كل أعمال الله سبحانه وتعالى تتسم و تتجلى فيها الحكمة ، فالحكيم اسم يدور على كل الأسماء التي سمى نفسه بها ، وعلى كل الصفات التي وصف ذاته العلية بها جل جلاله.

ومن الأمور التي تتسم بالحكمة الربانية هي اخفاء ساعة الموت عن الانسان ،وذلك لأن أي شخص لو علم متى ستكون ساعته ومتى نهايته فسوف يتوقف عن العمل والحركة ، وسوف يبقى في هم وحزن وهو يعد الأيام وهو يعرف متى ساعته ستكون، ويبقى بالخوف- لان الانسان بطبيعته يخشى الموت ويخافه- وسوف تشل حياته وحركته ولن يعمل ابدا.

فمن باب ان الانسان متعلق بالدنيا، ويبقى لديه امل أن يعيش وينجز مهامه، فالله عز وجل اخفى ساعة موته.

لقد استأثر الله تبارك و تعالى بعلم ساعة موت الإنسن حيث قال تعالى (  وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ) وقال أيضا ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )
فأجل الإنسان لا يعلمه إلا الله وهو محجوب عن العبد لأنه لو علم العبد بساعة موته فإنه سوف يركن للدنيا و لن يعود إلى الله إلى إذا إقترب موعد أجله فأراد الله للعبد الخير و الصلاح فعمى عنه موعد موته ليكون في طاعة طوال حياته