ما أوجه الاتفاق والاختلاف بين المنظور الديني السماوي وبين فلسفة إيمانويل كانط؟

1 إجابات
profile/طلال-الرواجفه
طلال الرواجفه
The Critique of Pure Reason by Immanuel Kant
.
١٣ فبراير ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
فلسفة كانط هي محاولة من إيمانويل كانط لتحليل ونقد الفلسفات التي جاءت قبله وخصوصا فيما يتعلّق بما قيل من قبله عن الميتافيزيقيا (ولا تعني الميتافيزيقيا ما وراء الطبيعة كما يقول البعض، بل تعني ما يتعدّى الشعور والتجربة العقلية الواعية)، فمثلا هل يمكننا معرفة الشيء في نفسه (أي الشيء كما هو وليس ما نراه أو نسمعه أو نختبره بالإدراك الحسي)؟  فكان مذهب كانط بأنه يجب وضع فلسفة تقوم بمنهجة ما يمكن وما لا يمكن للفلسفة الإجابة عليه وذلك عن طريق دراسة التفكير نفسه والإدراك الحسي والمعرفة والتجربة الواعية ككل، والمنهج الذي وضعه كانط ليس موجبا أي لا يوصلك للإجابة عن أي سؤال ميتافيزيقي إذا قمت باتباعه، بل هو منهج سالب يقوم بوضع قيود وضوابط تحمي من الوقوع بالخطأ وأنت تقوم بالبحث عن إجابة، ومن أبرز أعمال كانط في هذا الشأن هو كتابه "نقط العقل المحض".

أما الأديان السماوية، فتتحمور حول الإيمان بوجود اله واحد مطلق كلّي المعرفة كلّي القدرة خلق كل شيء، وقام بإرسال رسل مهمتهم إخبار الناس عن وجوده وعن وجود حياة أخرى غير هذه الحياة ننتقل إليها في الآخرة.

من نقاط الاتفاق الرئيسية بين المنظور الديني السمواي وبين فلسفة إيمانيول كانط هي أن وجود الله هو شرط ضروري لوجود الأخلاق لأن الله مصدر الأخلاق ويعرض حجته في كتاب "نقط العقل العملي".

أما فيما يخص بشكل عام نقاط الإختلاف الرئيسية (أو حتى نقاط الاتفاق الأخرى) بين فلسفة كانط والأديان السماوية، فهذه مقارنة صعبة، لأن مضمون فلسفة كانط وهدفها مختلف عن مضمون وهدف الأديان السماوين، فالأديان جاءت للإخبار والتذكير بوجود الله واليوم الآخر، أما فلسفة كانط فالهدف منها معرفي، ولا يتعارض هذا مع ذاك بالضرورة (وأي فلسفة أخرى بشكل عام أو الفلسفة بشكل أعم).

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة