ما أهمية خلق التسامح في بث المحبة في المجتمع؟

قال تعالى :"  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ..." 159 سورة آل عمران
وقال تعالى :"  فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣﴾ سورة المائدة
فالعفو والتسامح خلق نبوي شريف وهو قاعدة عريضة في نظام العلاقات الشائك وقد اختصر القرآن الكريم في آية كريمة هذه القاعدة :
قال تعالى :"  خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴿١٩٩﴾  سورة الأعراف

فإن صح التعبير والمثال : 
أن الحياة المجتمعية كمثل أعضاء الجسم المتصلة بينها المفاصل والغضاريف لحاجتها إلى المرونة والحركة الصحيحة المتزنة
فإن كانت بذلك الجفاف والآلية الميكانيكية : أضحت متعرضة للتآكل والاحتكاك الخاطئ الذي يضر بغيره 

فلو تأملنا أن جسم الإنسان مثل جسم الأرض ( منها خلقناكم )
نسبة الماء والطراوة 72% إلى نسبة اليبوسة في الكرة الأرضية 
وكذلك نسبة الماء في جسم الإنسان وقد تزيد بحسب المرحلة العمرية 
وفي هذا إشارة لنا إلى ضرورة التسماح بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات البشرية ككل 
وهذا كله بشرط إحقاق الحقوق وإرجاعها إلى أهلها والعدالة الاجتماعية وليس بتجاوزها والانتصار للمظلوم 
وإلا أصبح التسامح هبلا وسذاجة لا يرضاها الله تعالى 

التسامح هو المفتاح نحو حياة طيبة مليئة بالمحبة والصفاء والمودة فبالتسامح تصفو القلوب وتتخلّص من أضغانها وتتسامى على ما مضى وانقضى وتتعالى على مشاعر الحقد والغضب والرغبة في الإنتقام وتتقارب من بعضها ليحيا الناس في وفاقٍ وسلامٍ وتناغمٍ وانسجام. التسامح يخلّص الإنسان من المشاعر المكتومة داخله وطاقاتها السلبية التي تؤثر سَلباً على حياته وصحته النفسية والجسدية وحين يصحُّ الفرد ويسمو بنفسه عن هذه الأمور فإنه بذلك يساهم في صحة المجتمع كله لأنه لو اعتنى كل فردٍ بصلاحه فسيُثمر هذا الصلاح في صلاح المجتمع كله من حوله.  
التسامح هو ما نحتاجه جميعا حتى نساهم في بثّ المحبة وفي الإرتقاء بوعينا وأنفسنا عن قبائح الحقد والحسد والبغضاء والكراهية. ولو أن كل إنسان سامح من أساء إليه وعفا عنه لما بقي في الصدور غشٌّ ولا غِلّ ولا ضغينة ولنا أن نتخيَّل عندها كم ستكون الحياة عذبةٌ وجميلة!   

توجد لأهمية كبيرة لخلق التسامح في بث المحبة في المحبة بالمجتمع وهي كمايلي:

التسامح هو اساس تكوين مجتمع محب ومترابط ،حيث أن التغاضي عن الاذية من قبل الاشخاص المحيطين ذلك يهيأ لنا جو من الالفة والمودة والمحبة ، يزيد من العلاقة الصحيحة بين الاشخاص ،يبني أشخاص أوفياء ومترابطين والكبير يغفر للصغير والعكس أيضاً ،فيعتبر التسامح من أسمى الأخلاق والقيم التي اذا تواجدت في المجتمع صلح و المجتمع وبني على اسس سليمة .

خلق التسامح يجعل الناس تتغافل عن عملية الكره و الانتقام لحقوقهم و يتنزهوا عن اذية الغير فيكون تأثير ذلك على الطرفين هو انتشار المودة و الحب بينهم بدلا من الغل و الكره و الانتقام بين الطرفين الذى قد يخلف عداوة اكبر و كراهية اكبر بين عائلتين او قريتين حتى يسود الكره فى المجتمع 
لذلك فخلق التسامح يمنع ذلك و ينشر الحب و المودة بدلا منه 
و قد اوصانا الله عز و جل بالتسامح و العفو و ذكر منزلة من يعفو عند المقدرة