تنمية الشعور بالانتماء والولاء بالنسبة للطفل سبب في أن يكتشف الطفل ذاته ومحيطة ومن ثم تطوير طرق للتعايش والتكيف مع المحيط بما لديه من انتماء وولاء حيث يعمل تعزيز الولاء والانتماء على تطوير الوعي لدى الطفل على المستوى الاجتماعي والثقافي والمعرفي بحيث يبدأ الطفل ومن خلال هذه التعزيز على بناء تصورات وتوجهات ومواقف تشكل حجر الأساس في جزء من أجزاء ما لديه من شخصية، كما أن تعزيز الولاء والانتماء له دور كبير في تطوير وبناء القدرات والمهارات التي تمكنه من الإبداع والابتكار والتمييز من أجل تحقيق التطوير والتقدم بالنسبة للوطن أو للمجتمع أو أو للقبية أو للأسرة أو لفئة معينة من الناس ضمن مجتمع معين تعرض للاضطهاد فالاتنماء والاولاء يمكن ان نتصورة بمثابة الدافع بالنسبة للإنسان والأطفال خاصة لتحقيق التطور والنمور على المستوى الشخصي وعلى مستوى البلد أو الوطن أو المحيط الذي ينتمي إليه، وكلما زاد تحقيق الهداف بالنسبة للطفل النابع من دوافع الانتماء والولاء كلما شعر بالثقة والتقدير واحترام الذات وكلما كان قادر على التعبير عن رأيه والدفاع عنه وكلما كان مستقل واعي لنفسه ولذاته.
أن تحقيق الولاء ولانتماء يعني تحقيق أهداف ضمن أبعاد عدة لدى الطفل تتمثل في:
البعد الفلسفي والقيمي؛ إن تعزيز الولاء والانتماء من شأنه أن ينمي لدى الطفل مفاهم متنوعه يتضمنها هذا الانتماء والتي تتمثل في لحرية والعدل والحق والهوية والمصير والوجود المشترك،ومن خلال هذه المفاهيم يمكن للطفل أن ينقل الأثر من البيئة الكبيرة إلى البيئة الصغيرة والعكس فنجده ينقل الانتماء والولاء للأسرة أو ينقل الانتماء من الأسرة إلى المجتمع من حوله وخلال اكتسابه لهذه المفاهيم نجد أن الطفل يطور ما لديه من شخصية عن طريق اكتساب المهارات المختلفة التي تحقق الأهداف المختلفة ومن هذه المهارات التعاون وتقديم الدعم لكل محتاج القدرة على التفاعل ضمن مجتمعات مختلفة، تقديم العدل والحرية واحترام الذات، إظهار الصدق والابتعاد عن الكذب بشكل فيه إحقاق للحق والابتعاد عن الظلم.
البعد السياسي والقانوني؛ وفي هذا البعد الطفل يكتسب مجموع القواعد والمعاير الخاصة بما يتعلق بموضوع الانتماء والولاء وفيه يطور ما لديه من مهارات تحقق ما عليه من واجبات ويقوم بما عليه من حقوق ولو على مستوى بسيط وصغير فيقدم المشاركة الفعالة ويتخذ القرارات الشخصية التي يرى من خلالها أنها سبب في ترك الأثر الإيجابي ويتحمل المسؤوليات ويعبر عن ما لديه من رأي ووجهة نظر، وهنا نجد أن صقل الجانب الاجتماعي والشخصي لذاتي يكون بشكل كبير ونجد أن الانتماء سبب في أن يكتسب الطفل شخصية خاصة به فهو يعبر عنه نفسه بطريقته الخاصة ويقدم ما يراه مناسبًا من خلال وجود دافع الانتماء بطريقة شخصية.
البعد الاجتماعي؛ وهنا يكون الطفل الشعور بالمصير المشترك ويطور مفهوم الوحدة والتي من شأنها أن تعزز مشاعر الحب لدى الطفل وتجعله ينعم بصحة نفسية جيدة فهو في مجتمع الجميع فيه يظهر الولاء والانتماء لقضية ما مما يعني وجود تصور جماعي يجعل الامن يغلفه بطريقة غير بماشرة.
ومن ناحية أخرى يقوم تعزيز الانتماء لدى الطفل على تقوية الشعور بالانتماء للوطن وتقوية الإيمان بالأهداف والتوجهات خاصة كلما نما الطفل وكبر لأنه مهما كان الانتماء والولاء عام فهو مرتبط في نهاية الأمر بتحقيق التقدم والتطور للوطن، ولا بد من معرفة أن الانتماء والولاء كمفاهيم مجردة ليست ضمن إدراك الطفل الذي يقل عمرهم عن 11 عاماً لكن بعد عمر 11 عاماً يبدأ الطفل بإدراك المفاهيم المجردة مثل الانتماء والولاء ويبدأ يشعر بالمسؤولية اتجاه نفسه وما يحمل الانتماء والولاء اتجاهه سواء كان الانتماء للوطن أو للأسرة أو لقضية ما، وما يحققه الانتماء والولاء هنا سبب في تكوين شخصية مستقلة للطفل في المستقبل.
كما تكمن أهمية تعزيز الانتماء والولاء في:
- أنه سبب في معرفة الطفل تراث معين وثقافة معينه، وبتالي الإحساس بالشعور الإيجابي الذي يشعره بأنه جزء من هذا الأمر وبالتالي إكسابه القيمة الاجتماعية التي تساعد في شعوره بتقدير الذات والثقة بالنفس.
- تطوير بذور الإنتاجية والعمل. فالانتماء والولاء سبب في إيجاد أفراد صالحين قادرين على الإنتاج والنجاح، وهذا النجاز والنجاح سبب في أن يشعر الطفل بأنه شخص قادر فعال مستقل ناجح مقدر ذاته ومحترمها.
- تطوير قيم المشاركة والتعاون والتكامل، والتي هي سبب في شعور الطفل بالأمن والتكافل مما يعني أن ينعم بصحة نفسية جيدة.
- الانتماء والولاء سبب في خلق مشاعر عامة ومشتركة بين الأطفال مما يعزز المرونة وتقبل الاختلاف والعمل على حميابة الهوية الواحدة التي هي سبب في الانتماء والولاء، هذا الشعور سبب في أن يعتز الطفل بنفسه ولا يخشى الاختلاف الذي لديه مما يعني أنه ينمو في جو آمن مليء بالدعم والحب والتقبل والرحمة والمغفرة.