ما أهمية أسلوب الإقناع في الدعوة وما متطلباته

2 إجابات
profile/بتول-الحمصي
بتول الحمصي
ماجستير في الشريعة الإسلامية (٢٠١٦-٢٠١٩)
.
٢٦ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
رسالة الإسلام رسالة عالمية تخاطب الخلق أجمع، ورسالة واقعية تعالج واقع معاش لا حياة من نسج الخيال، فاقتضى ذلك أن تتمتع هذه الرسالة بالحكمة والعقلانية في الطرح، ولا يُعقل لرسالة عقلانية أن تُفرَض فرضًا على متلقيها وأن يُطلب منهم تقبلها بالإكراه. 

فإما أن تُخاطِب هذه الرسالة عقل المتلقي وقلبه وروحه بمقدمات سليمة وطرح عقلاني مقنع وأسلوب هينٍ لبق لتُفضي إلى نتائج صحيحة، أو أنها لن تُؤتي أُكلها ولن تتمكن أنت من خدمتها على نحو يليق بقوتها. 

إذًا فسلاح العقل والاقناع هو أقوى الأسلحة المستخدمة في قضيتك، فمن يرى حكمتك وقوة حجتك سيتلقى منطقك بعقله ويُقبل عليه بدافع ذاتي وميلٌ قلبي. 

ولو ألقينا نظرة خاطفة على القرآن الكريم لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى خاطبنا بالحجة والمنطق وهو الغني عنا، فمثلًا عندما ادّعى البعض تعدد الآلهة للكون خاطب الله عقولهم بقوله سبحانه وتعالى: { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}. [ المؤمنون: 91] 

وكذلك كان نهج رسولنا الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم، فمثلًا في القصة الشهيرة التي جاءه فيها شابٌ يستأذنه أن يُذنب ذنبًا عظيمًا أتراه يزجره! حاشا بل خاطب فيه عقله وسليم فطرته.. 

روى أبو أمامة الباهلي: " أنَّ غلامًا شابًّا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال : يا نبيَّ اللهِ أتأذنُ لي في الزنا ؟ فصاح الناسُ به , فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قَرِّبوهُ , ادْنُ فدنا حتى جلس بين يديْهِ , فقال النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ : أتحبُّه لأُمِّكَ فقال : لا , جعلني اللهُ فداك , قال : كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه لِأمَّهاتِهم , أتحبُّه لابنتِك ؟ قال : لا ، جعلني اللهُ فداك قال : كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه لبناتِهم , أتحبُّه لأختِك ؟ وزاد ابنُ عوفٍ حتى ذكر العمَّةَ والخالةَ , وهو يقولُ في كلِّ واحدٍ لا , جعلني اللهُ فداك , وهو صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه، فوضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يدَه على صدرِه وقال : اللهمَّ طهِّرْ قلبَه واغفر ذنبَه وحصِّنْ فَرْجَه فلم يكن شيءٌ أبغضَ إليه منه ." 

حسنًا إذًا ما المطلوب مني حتى انتهج هذا النهج؟! 

1.   أخلص نيتك لله، فلا يكن في نيتك تحقيق انتصار شخصي. 

2.   حدد هدفك حتى لا يتشتت عقلك، فينعكس ذلك على المتلقي. 

3.   الفهم الصحيح القوي لرسالتك حيث أنه بمقدار سلاسة الأفكار في عقلك تنساب لمتلقيك بنفس السلاسة. 

4.   أن يكون وضوحك بوضوح رسالتك فلا يشوب كلامك غموض بل توضح الدلالات وتشرح الحِكَم وتُبيّن المقاصد. 

5.   تنويع أساليب الطرح ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، فاسعى لمخاطبة العقل والفطرة والروح والقلب فتكتمل الصورة للمتلقي. 

6.   تجنب العناد والجدال المذموم. 

7.   اجتهد بالقول والفعل ولا تنتظر النتائج فما عليك إلا البلاغ. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة
ينبغي أن تعلم شخصية من أمامك حتى لا تتسبب في حرج له، فمن الناس من يحتاج كلام كثير منك، ومنهم من لا يتقبل منك كلمة واحدة يمكنك ترك كتيب له سيكون سعيدًا بذلك، فافهم الشخصيات أولًا.
وثانيًا أن تعلم أنك كنت مثله في يوم ما فستجد أسلوبك مختلفًا، (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا)
استشعر أنه عليك إغاثته لا انتقاده والانتقاص منه.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة