ما أثر خشية الله تعالى في استقامة الفرد والمجتمع

1 إجابات
profile/بتول-الحمصي
بتول الحمصي
ماجستير في الشريعة الإسلامية (٢٠١٦-٢٠١٩)
.
٢٦ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه جلّ وعلا أنه قال: ( وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا أخافني في الدنيا أمنته يوم القيامة) 

سبحانه من كان الخوف منه أمان.. 

الخوف والإيمان إن اجتمعا كنتَ من عباد الرحمن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فيؤمنك الله تعالى في الدنيا والآخرة، ويرزقك مهابة وقوة لا يملك ظالم سلبها ولا لحوادث الدنيا أن تزعزعها. وأما إن تملّك الإنسان الخوف وهو لا يؤمن بالقوي العزيز ذلّ وأصبح من العبيد للقاصي والداني، ولن يأمن الخوف في الآخرة. 

خشية الله تعالى والخوف منه[1] ليس مقصودًا لذاته بل مقصود لغيره، حيث أن الخوف سيُشكّل لديك – على المستوى الفردي - رادعًا يحميك ويمنعك من أن تضرّ نفسك أو أن تضرّ غيرك، فعلى الصعيد الشخصي تُكتب من عباد الله المتقين الصالحين وتسعى جاهدًا لإخلاص عملك لله وحده فلا يعنيك نظرة الآخرين لك ما دمت لا تسيء لهم، بل ويجنّبك الخوف فعل المعاصي ما استطعت إلى ذلك سبيلًا خشية أن يزول آمان الله عنك في الدنيا والآخرة. 

وهذه الآثار مجتمعة لو التزمها كل فردٍ منا لكان مجتمعنا نقيًا تقيًّا، لا عنف فيه ولا أذى ولا ظلم ولا جرائم ولا سرقات ولا اعتداء على الحرمات، حتّى وإن وُجِد من لا يخاف الله تعالى فقتل وظلم، تصدّى له دون ترددٍ أو خوف من لا يهاب أحدًا إلا الله جلّ في علاه، وذلك كله برادعٍ ذاتي بل وميل قلبي وخوف من الحرمان من آمان الديان. 

لذلك خشية الله تعالى فيها آمان للفرد والمجتمع عل حدٍ سواء، ناهيك عن جنة أُعدّت لمن عرَف والتزم. 

 


[1]  وجب التنوية إلى أن معنى الخشية أخص من معنى الخوف. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة