ماهي الرقابة البعدية؟

 تعتبر الرقابة البعدية أحد أنواع أو شكل من أشكال الرقابة، والرقابة هي الوظيفة الرابعة والأخيرة من الوظائف الإدارية الأساسية.

حيث تتمثل وظيفة الرقابة بالأنشطة والعمليات التي يتم من خلالها التحقق من أن الأعمال تسير وفقاً للخطط الموضوعة وتنفيذها يتم على النحو الصحيح، ومراقبة الأداء الفعلي ومقارنته بالأداء المخطط له للكشف عن الانحرافات ونقاط الخلل والعمل على تصحيحها ومن أجل تفاديها مستقبلاً، حيث تتم هذه الأنشطة باستخدام معايير ومقاييس محددة.

والرقابة البعدية: هي أنشطة الرقابة التي تتم بعد انتهاء كافة الأعمال، حيث يتم الكشف عن الانحرافات والأخطاء بعد وقوعها بهدف عدم الوقوع بها من جديد، وتتمثل أنشطة الرقابة وأساليبها في هذا النوع ب:
1. تحليل القوائم المالية، وحساب الأرباح والخسائر.
2. المقارنة بين التكاليف الفعلية والتكاليف الموضوعة في الخطة.
3. الرقابة على الجودة في الأعمال.
4. التقارير الخاصة بتقييم الأداء.

ويأتي من هذا التصنيف للرقابة بحسب المدة الزمنية التي تمت العملية فيها أيضاً

الرقابة القبلية: وهي التي تتم قبل تنفيذ الأعمال، تعمل على التحقق من الخطط والتأكد منها قبل لتنفيذها وذلك لمنع حدوث الانحرافات والأخطاء منذ البداية، ومن أنشطتها:
1. دراسة الموازنة المالية.
2. أسس الاختيار والتعيين.
3. التقارير الخاصة بالموارد صحتها ومطابقتها للمعايير واستلامها.

الرقابة المتزامنة: وهي ممارسة أنشطة الرقابة على نحو متزامن مع عمليات التنفيذ للخطط والأعمال، حيث تقوم بالكشف عن الأخطاء فور وقوعها والعمل على تصحيحها في أثناء الأعمال وليس بعد انتهائها، وتمارس عدة أنشطة:
1. التوجيه والإشراف والمتابعة أثناء العمل.
2. عمل الاختبارات وقياس الأداء على نحو مستمر وعدم الاعتماد على التقارير النهائية فقط. 

الرقابة بشكل عام تعتبر العملية التي يتم من خلالها التحقق من سير العمل بالتوافق مع التعليمات المخصصة للشركة، تعتبر الرقابة جزء أساسي من أي عملية إدارية كالتخطيط والتنفيذ والتنظيم، فنجاح الرقابة يؤثر على سير العمليات الأخرى بشكل صحيح.
يتم من خلال الرقابة التأكد من إنجار العمل ضمن الخطة التي تم الاتفاق عليها.

فالرقابة البعدية هي نوع من أنواع الرقابة، التي تتم بعد إنجاز وتنفيذ العمل بشكل كامل أو بعد تنفيذ مرحلة من مراحله، يهدف هذا النوع من الرقابة إلى تقييم الخطأ بعد وقوعه لمنع تكراره. 

يرتبط مصطلح الرقابة البعدية في القوانين المالية والمحاسبية بشكل خاص، وخاصة فيما يعرف بالمراقبة البعدية على الأموال العمومية. المراقبة البعدية على الأموال العمومية عبارة عن متابعة للمصاريف والإيرادات التي يقوم بإدارتها أشخاص أو هيئات مصرحين بذلك قانونياً، فالمراقب هنا يتفقد ما إذ كانت الإدارة المالية ملتزمة ومطابقة للقواعد الموضوعة والمتفق عليها قانونياً، في حال كان هناك عدم التزام تفرض عقوبات على الشخص المسؤول. 

حيث في دولة الجزائر تم تأسيس لجنة مختصة بالرقابة البعدية على مصاريف وواردات الدولة، ينفذ هذا النوع من الرقابة بعد انتهاء السنة المالية، يركز فيها على جانب النفقات أكثر من الواردات، حيث تعتبر هذه الرقابة حاسمة في القيام بوظيفتها في المتابعة مراعية جميع القواعد والشروط من أجل التخفيف من النفقات العمومية للدولة.