الكسب المحرم: هو عبارة عن جمع المال عن طريق الغش والاختلاس والسرقة واستغلال المنصب، وكذلك يأتي عن طريق الربا والمتاجرة بالمحرمات من خمر ودخان ومخدرات ومسكرات وكل ما هو مضر في الإنسان دينياً أو صحياً أو مادياً أو نفسياً.
- وقد جاءت النصوص الشرعية تؤكد على الكسب الحلال والمطعم الحلال وتحذر من الكسب الحرام منها:1- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) سورة البقرة 168 ,
2- وقال الله تعالى: (فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة الأنفال 69 .
3- وقال الله تعالى: (فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّبًا وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) سورة النحل 114 .
4- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (
مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) صحيح البخاري.
- ومن صور وأشكال الكسب المحرم: (
- ومما يجعل البعض يلجأ إلى الكسب المحرم أموراً هي :1- عدم الخوف من الله تعالى وعقابه في الدنيا والآخرة.
2- ضعف الإيمان وندرته - ففي الحديث قول النبي عليه صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن) رواه البخاري ومسلم.
3- الاستعجال في الغنى والحرص على الكسب السريع والمال الكثير، وما يدري الإنسان أنه سوف يسأله الله تعالى عن هذا الكسب المحرم وعن هذا المال سؤالين:
- من أين اكتسبته؟
- وفيما أنفقته؟
- فعن معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لن يزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه كيف عمل به ». (أخرجه الترمذي وقال: "هذا حديث حسن صحيح).
4- عدم الرضى بما قسمه الله تعالى له من الرزق.
5- عدم معرفة عاقبة المال الحرام والجهل بحكم الكسب المحرم. ورُوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرب لبنًا فأعجبه، فقال للذي سقاه: من أين لك هذا؟ فقال: مررت بإبل الصدقة وهم على ماء فأخذت من ألبانها، فأدخل عمر يده فاستقاء.
- وكانت النساء الصالحات يوصين أزواجهن قائلات: "اتقوا
الله في رزقنا، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار"
- ولكن عاقبة الكسب المحرم وخيمة في الدنيا والآخرة ومن هذه العواقب:
1- عدم استجابة الدعاء: ففي الحديث (أطب مطعمك تُستجب دعوتك) - عذاب النار يوم القيامة: ففي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به" رواه الترمذي وصححه الألباني.
3- تحريم الجنة عليه ففي الحديث الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (من اقتطع حق امرئ مسلمٍ بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة)، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: (وإن كان قضيبًا من أراك) رواه مسلم في صحيحه.
4- لا يقبل الله تعالى له عملاً صالحاً: ففي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الرجل ليَقْذفُ اللقمة الحرام في جَوْفه ما يُتَقبَّل منه أربعين يومًا، وأيّما عبد نبت لحمه من السُّحْت والربا فالنار أولى به" . المعجم الأوسط للطبراني
-وعليه : فحري بالمسلم أن يتحرى الحلال في كسبه ورزقه ، والله تعالى يبارك في القليل الحلال من المال الكثير - قال تعالى - ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات )
- المصادر :
1-
موقع صيد الفوائد 2-
موقع الألوكة الشرعية